تعيش وتفيق يا شعب لبنان!… مرسال الترس

توقف المراقبون والمتابعون باستغراب شديد مساء الخميس الفائت عندما تابعوا عبر وسائل الاعلام ولاسيما الشاشات الصغيرة ووسائل التواصل الاجتماعي، حركة احتجاجات على الطرقات لقطعها بالعوائق واشعال الدواليب المطاطية احتجاجاً على تخطي الدولار الاميركي عتبة الخمسين ألف ليرة لبنانية! الأمر الذي جعلهم (أي المراقبين والمتابعين) يضحكون “ضحكة صفراوية” تهكماً وتسخيفاً لتلك الفئة من المواطنين الذين بالتأكيد قد تحركوا بناء على أوامر أو توجيهات من جهات محددة أو مافيات معينة لتغطية السيء بالأسوأ.

فأين كنتم يا “فطاحل زمنكم” عندما وصل الدولار الى خمس واربعين ألفاً مثلاً أي بزيادة ثلاثين مرة عما كان عليه سابقا. ولماذا أقمتم الدنيا ولم تقعدوها قبل ثلاث سنوات ونيّف وأسميتم تحرككم “ثورة” لأن وزيراً استفاق من نومه وقرّر زيادة بضع سنتات على فاتورة الهاتف الخلوي؟

وأين كنتم يا “جهابذة عصركم” عندما باتت المستشفيات محطات لفئة قليلة جداً من الميسورين. فيما المواطن العادي يصلي ليل نهار بأن لا يضطر للتوجه الى كل ما يمت الى الصحة ومشتقاتها بصلة؟

وأين كنتم يا “عباقرة تاريخكم ” عندما بات أسخف دواء بمئات الآف الليرات. فيما مرضى السرطان والأمراض المزمنة يتعاملون مع حفنة من قليلي الضمير وفاقدي الأخلاق الذين يستعدون حتى بالمتاجرة بهذه الفئة من المستضعفين في المجتمع المغلوب كله على أمره؟

واين كنتم يا “جهلة واقعكم” وانتم بتم تعيشون بأدوات العصر الحجري بدون كهرباء، وعلى ضوء الشموع او العتمة الكاملة، ولا تنبذون ببنة شفة. بل تعملون على تدبير أموركم بما تيسر. وتسارعون الى الوقوف صفوفاً طويلة من أجل الحصول على قارورة غاز أو صفيحة مازوت للتدفئة أو بنزين لسياراتكم باسعار خيالية فعلاً (قاربت المليون ليرة مؤخراً) في حين كنتم ترفعون أصواتكم احتجاجاً على احتمال زيادة الف أو ألفي ليرة على الصفيحة الواحدة؟

فلو أنكم فعلاً تعبرون عن ظلم لحق بكم لكان عليكم أن لا تعودوا الى منازلكم قبل ثلاث سنوات. عندما نهب الحكام والمصرفيون أموالكم في أسوأ عملية سرقة شهدها العالم منذ تكوينه حتى اليوم. ولذلك ما عليكم سوى الاستمرار بمسيرتكم المليئة بالخنوع وطأطأة الرؤوس لأن من تعود على سيئة، من الصعب جداً الخروج عنها، الاّ إذا قرّر فعلاً الخروج على واقعه، وهذا بالتأكيد بعيد جداً!..

 


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal