الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس.. “صارت مسخرة”!… ديانا غسطين

أسدل مجلس النواب الستارة على الفصل الأخير لهذا العام من جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، في مشهدية اعتادها اللبنانيون منذ عشرة أسابيع. 

وفيما لم يحدد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً للجلسة المقبلة، لم يقدم النواب أي جديد. بل استمروا في تبادل الاتهامات بالتعطيل وتضييع الوقت. 

كل هذا، في وقت باتت فيه غالبية القوى تُجمع على ضرورة ان يكون الرئيس المقبل قادراً على الحوار مع مختلف الافرقاء السياسيين في الداخل والخارج، وان يحمل خطة إصلاحية انقاذية تنتشل البلاد من الدرك الذي تغرق فيه. 

هذا الامر يطرح سؤالاً جوهرياً في ظل الانقسام العامودي والخلافات والتجاذبات الحاصلة لجهة، “كيف يمكن الوصول الى قواسم مشتركة حول هوية الرئيس المقبل اذا لم يحصل حوار؟، وهل إستمرار الجلسات على هذا النحو ما دفع أحد النواب الى التصويت بعبارة “صارت مسخرة” يمكن أن تحل المعضلات السياسية؟.

من هنا كانت دعوة الرئيس نبيه بري للحوار تحت سقف مجلس النواب والتي اجهضها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر بيان صدر عن الدائرة الإعلامية للحزب وخلص الى “عدم رفض مبدأ الحوار عندما يعقد في زمانه الصحيح”. فمتى يكون الزمان الصحيح، إذا لم يكن في الظرف المأساوي الذي يرخي بأثقاله على البلاد والعباد؟ 

الى جانب القوات اصطف التيار الوطني الحر الذي اعلن عدم مشاركته في الحوار لعدم ميثاقيته، ليعود ويستدرك الموقف عبر نائبه غسان عطالله الذي اعلن ان “الرئيس بري يحترم الميثاقية”. 

ولا يُخفى على احد التباين في المواقف داخل تكتل “لبنان القوي”، اذ صرّح النائب الان عون بعد الجلسة امس انه “لا بديل عن الحوار”. 

اللافت في كل ما يحصل ان القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، رغم اختلافهما في مقاربة الملف الرئاسي، يسيران بشكلٍ متوازٍ. فما يذهب اليه جعجع يمشي به باسيل، والعكس صحيح، في محاولة منهما لتأجيج الشارع المسيحي طائفياً عبر استحضار مواقف وشعارات لطالما استخدمها الطرفان لإيصال رسائل وتحقيق مآرب سياسية وشعبية باتت شبه مفقودة.

اذاً، هو سباق بين تيارين لارضاء الشارع المسيحي يعرقل انتخاب رئيس للجمهورية ويطيل امد الازمة في لبنان. فهل يؤدي التسابق بينهما على الشحن وتحريك الغرائز، الى ان يتحكم بهذا الشارع في المدى القريب “جنود الرب”؟.. 


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal