باسيل يوصل ″رسالته″ للحزب وبرّي يخرج ″أرنب″ الحوار!… عبد الكافي الصمد

أوصل رئيس التيّار الوطني الحرّ النّائب جبران باسيل، خلال الجلسة التاسعة التي عقدها مجلس النوّاب يوم أمس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، “الرسالة” التي أراد إيصالها إلى حليفه الوحيد حزب الله، تعبيراً منه عن استيائه من حضور وزراء الحزب جلسة حكومة تصريف الأعمال يوم الإثنين الفائت، 5 كانون الأوّل الجاري، والتي غاب عنها وزراء التيّار البرتقالي بعدما اعتبروها غير دستورية.

هذه “الرسالة” ترجمها نوّاب التيّار في عدم إلتزامهم بالتصويت للورقة البيضاء، ما جعل عدد أصواتها يتراجع ليصل إلى 39 صوتاً، علماً بأنّ أدنى عدد أصوات حصلت عليها الورقة البيضاء كان في جلسة 17 تشرين الثاني الماضي التي بلغ مجموع عدد الأصوات التي حصلت عليها الورقة البيضاء 46 صوتاً.

عدم إلتزام نوّاب التيّار بالورقة البيضاء وتصويتهم بأوراق إعتبرت ملغاة، لم يؤدِ فقط إلى تراجع عدد أصواتها للمرّة الأولى منذ الجلسة الأولى التي عُقدت في 29 أيلول الفائت، إنّما نتج عنه أيضاً “تعادل” أصوات الورقة البيضاء مع عدد أصوات مرشّح المعارضة النّائب ميشال معوّض الذي حصل على عدد الأصوات نفسه، في ما يشبه “إنقلاب” إنتخابي أراد التيّار البرتقالي القول لحزب الله أنّه من دونه فإنّ مستقبل الورقة البيضاء ومن خلفها مرشّح قوى السّلطة، لن يكون مريحاً ويستحيل عليه الفوز بمنصب الرئاسة الأولى، أمّا إذا أراد “الإنقلاب” على حليفه وحلفاء الحليف والتصويت لمعوّض فإنه يكون بذلك قد قلب الطاولة في وجه الحزب وحلفائه، ونسف كلّ الجسور خلفه، من غير أن يضمن العبور نحو برّ الرئاسة الذي لا يخفي طموحه بالوصول إليه، أو بدقيق العبارة الإقدام على خطوة ستكون إنتحاراً سياسياً له.

هذا الحائط المسدود الذي وصل إليه الإستحقاق الرئاسي، وخلط الأوراق الذي شهدته الجلسة التاسعة، ما جعل إمكانية إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتوصّل إلى تسوية سياسية لإخراج الإستحقاق الرئاسي من الحلقة المفرغة التي يدور فيها، بالغ الصعوبة، الأمر الذي دفع رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي للإعلان في نهاية الجلسة الإنتخابية أنّ الجلسة الإنتخابية العاشرة، يوم الخميس المقبل في 15 كانون الأوّل الجاري، ستكون الأخيرة لهذا العام، معبّراً عن “الأمل حتى الخميس المقبل الحصول على رأي الزملاء والكتل جميعاً في موضوع الحوار، فإذا ما حصل سأحوّلها إلى جلسة حوار، وإذا لم يحصل سنذهب إلى السّنة الجديدة”.

فهل سيُكتب لـ”أرنب” الحوار الذي أخرجه برّي مجدّداً أن يكون بديلاً عن جلسات الإنتخاب الرئاسية، ويُمهّد الطريق للوصول إلى تسوية تنهي الفراغ في كرسي الرئاسة الأولى في قصر بعبدا، منذ خروج الرئيس السّابق للجمهورية ميشال عون منه في 31 تشرين الأوّل الماضي بعد انتهاء ولايته؟ الأيّام المقبلة كفيلة بالإجابة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal