تخيم أجواء مونديال قطر على لبنان، حيث يعطي اللبنانيون أنفسهم إجازة من إنتماءاتهم السياسية ليتفرغوا لانتماءاتهم الكروية التي يرفعون أعلام منتخباتها ويمضون معظم أوقاتهم في متابعة مبارياتها وأخبارها.
في غضون ذلك، يلعب نواب الأمة في الوقت الضائع، فلا هم قادرون على تسجيل هدف إنتخاب الرئيس، ولا هم ساعون الى التفاهم والتناغم لقيادة ولو هجمة خطرة علها تعطي أفضلية لمرشح ضد آخر تمهيدا للهدف المنشود، ولا هم مقنعون في آدائهم الذي لا يخلو من المراوغة وكثرة العك وعدم الفاعلية، كما لا يخلو من محاولات للتسلل الذي يواجهه الطرف الآخر بشراسة.
اليوم سيكون اللبنانيون على موعد مع المباراة السابعة من مونديال رئاسة الجمهورية، حيث من المفترض أن تكون المنافسة شرسة بين الورقة البيضاء وبين النائب ميشال معوض الذي لم يفلح فريقه في تسجيل أي تقدم عليها ما يجعله يتأرجح على حافة الأربعين، أما الأوراق الأخرى فلم تعد ذات قيمة فعلية كونها لا تقدم ولا تؤخر في النتيجة الأساسية وكلها عبارة عن ركلات خارج المرمى لا معنى لها ولا طائب منها.
أمام هذا الواقع، يخرج اللاعب جبران باسيل عن إجماع فريقه الذي يبذل كل ما لديه من إمكانات لخوض غمار مونديال الرئاسة وجمع ما أمكن من قدرات ولاعبين، وترتيب كل الأجواء التي تساهم في تسجيل هدف الانتصار بقدم سليمان فرنجية بما يخوله من رفع الكأس والسير به الى قصر بعبدا، لكن باسيل الذي يخالف تعليمات المدرب، ويتجاوز نصائح المدير الفني، ويرفض الامتثال للخطة الموضوعة للعب، يغرد بعيدا، ويلعب بأنانية وشخصانية وكيدية فيحتفظ بالكرة رافضا إعطاء أية تمريرة حاسمة لفرنجية الذي يعتمد عليه الفريق إعتمادا كليا في تسجيل هدف يقود الى الفوز المنتظر.
كان من المفترض أن يتعاون باسيل مع كل مكونات فريقه للوصول الى خاتمة سعيدة، لكنه يأبى ذلك، ويستمر في قيادة هجمات بمفرده ما يوقعه في مصيدة دفاع الخصوم، وربما يقع لاحقا في مصيدة دفاع الحلفاء في حال إستمر على هذه الوتيرة من اللعب العبثي، قبل أن يقرر المدرب إستبداله والاستغناء عن خدماته، والتفتيش عن الفوز بمعزل عنه.
أما الفريق الآخر، فيصر على خوض المباراة باللاعبين الاحتياط، في ظل الاصابات السياسية اللاحقة بلاعبيه الأساسيين غير القادرين على الدخول كمنافسين فعليين، الأمر الذي يجعل آداؤهم خجولا لا يرتقي الى مستوى المنافسة الفعلية.
ستنتهي المباراة السابعة اليوم الى لا نتيجة، بانتظار مباريات مقبلة قد لا تكون نتائجها أفضل، أو مباريات أخرى قد تحتاج الى تحضيرات من نوع آخر، أو ربما في النهاية قد يأتي دور “الفيفا” التي قد تجبر الحكم العودة الى تقنية الـ “vare” ليحتسب ضربة جزاء بنالتي تُنهي المنافسة لمصلحة الفريق الأقوى.
Related Posts