تخبطٌ مسيحيٌ رئاسي.. باسيل يتمنّع وهو راغبٌ وجعجع يُعلن غير ما يضمر!… غسان ريفي

ليس جديدا أن تؤدي الخلافات المسيحية ـ المسيحية الى تأخير إستحقاق إنتخاب رئيس الجمهورية، حيث بات معلوما أن المسيحيين وخصوصا الموارنة يتنافسون في قطع الطرقات المؤدية الى قصر بعبدا، ويضعون العوائق أمام بعضهم البعض بانتظار كلمة السر أو التسوية الخارجية التي تُسقط التوافق على لبنان فيلتزم به المسيحيون إما قبولا وإما رضوخا وإما عدم ممانعة.

والى أن يحين موعد التسوية أو كلمة السر، فإن القوى المسيحية تستمر في تخبطها بخلافات وصراعات تجعلها غير قادرة لا على التوافق، ولا على إيصال مرشح لها، وتكتفي باللعب في الوقت الضائع تارة بوضع واجهة تقاتل من خلفها، وتارة أخرى بالورقة البيضاء، وتارة بشعارات لا تسمن ولا تغني من إنتخاب.

وفي هذا الاطار، لم تعد القوات اللبنانية قادرة على إخفاء الارباك الذي يسيطر عليها بفعل إصرارها على أن تعلن بخلاف ما تضمر لجهة إنتخاب النائب ميشال معوض، خصوصا أن القوات التي تسوّق لرئيسها سمير جعجع عبر تصريحات ومواقف شبه يومية للنائب ستريدا جعجع وغيرها، لن تفضل معوّض عليه، ما يؤكد أنه في حال توفر لها الأصوات القادرة على إيصال رئيس فإنها ستعتذر من معوض الذي لا يخفي بعض النواب في مجالسهم بأنهم قدموا له خدمة كبيرة بإدخاله الى نادي المرشحين الى رئاسة الجمهورية.

ولم تكتف القوات بذلك، بل بدأت تناقض نفسها بشكل يسيء الى مصداقيتها، فتارة تصوت للنائب ميشال معوض، وتارة أخرى تروّج لانتخاب رئيسها جعجع، وطورا تسوّق لقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي أكد جعجع أن لا مشكلة لديه في إنتخابه، قبل أن يمنحه النائب جورج عدوان أمس “البركة القواتية” بالتأكيد على أنه “خلقي ووطني وممارساته ناجحة في المؤسسة العسكرية، ولديه كل المؤهلات والمقومات ليكون رئيسا للجمهورية”.

الحال ليس أفضل لدى تكتل “لبنان القوي” الذي تُدخله طموحات رئيسه جبران باسيل في حالة إنعدام وزن، بفعل محاولاته المستترة لتهيئة الظروف السياسية لترشيح نفسه حيث يتمنع اليوم عن الترشح وهو راغب، خصوصا أنه لم يستطع إستيعاب خروجه من الحكم وعدم تأثيره في مسار السياسة اللبنانية، لذلك فهو ناقض نفسه أمس عندما رفض أن تمارس حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئاسة الجمهورية، ثم أشار في الفقرة نفسها الى إعلان رئيسها نجيب ميقاتي إلتزامه بذلك خلال جلسة مجلس النواب الأخيرة.

بات واضحا أن باسيل لا يريد أحدا غيره رئيسا للجمهورية، لذلك هو يرفض الالتزام بتوجهات حلفائه لجهة إنتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، بل يدعو الى التوافق مع فرنجيه على مرشح آخر بالرغم من عدم إقتناعه بذلك، وإنما لقطع الطريق عليه من دون أسباب موجبة باستثناء الأنانية والحقد الشخصي على فرنجية.

كما يرفض باسيل ترشيح ميشال معوض، ويخشى ترشيح قائد الجيش ويستعد لمواجهة أي خطوة قد تساهم في ذلك، وفي الوقت نفسه لا يريد الاستمرار بالتصويت للورقة البيضاء، وهو قام بتوريط نفسه عندما أعلن ذلك وأكد الاتجاه للاقتراع لمرشح محدد أو تبني ترشيح أحد الأسماء المطروحة، ما أدى الى إنقسام في التكتل البرتقالي أدى للعودة الى إعتماد الورقة البيضاء، باستثناء النائب إلياس بوصعب الذي سبق باسيل في رفضها، وهو قد يتجه غدا الى التصويت لزميله في التكتل إبراهيم كنعان، ما من شأنه أن يستفز باسيل الذي يتصدى لكل من يطرح فكرة ترشيح شخصية من التكتل كأمثال كنعان أو آلان عون حيث يسارع الى القول “خلونا بالجد ما عم نمزح هلأ”.

أما الكتائب فعبثا يسعى رئيسه سامي الجميل الى توحيد المعارضة التي تزداد تشرذما، في حين يغني المستقلون كلٌ على ليلاه، ما يهدد فريق المعارضة بخسارة تأثيره في مجلس النواب، في وقت يُحسب فيه لسليمان فرنجية هدوءه ورصانته وجديته، وإنفتاحه على كل المكونات محليا وإقليميا ودوليا. 


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal