همسٌ في تكتل “لبنان القوي”.. هناك مرشحون غير باسيل لرئاسة الجمهورية!… غسان ريفي

لا جديد في جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية اليوم، بل سيناريو متكرر بالأسماء والشعارات والأوراق البيضاء التي ستختارها الكتل النيابية وتوجه من خلالها الرسائل المباشرة أو المشفرة الى من يعنيهم الأمر.

تختتم الجلسة الخامسة اليوم على لا رئيس، حيث من المفترض أن يصار الى تطيير النصاب في الجلسة الثانية كما جرت العادة، ليخرج النواب أمام الاعلام لتقاذف المسؤوليات وتبادل الاتهامات وإطلاق المزايدات التي ملّ منها اللبنانيون الذين باتوا يتطلعون بسخرية الى ما يشهده مجلسهم النيابي مع كل جلسة، في وقت تتنامى فيه الأزمات لا سيما الاجتماعية والمعيشية منها مع تجاوز سعر صرف الدولار الأميركي الأربعين ألف ليرة، فيما نواب الأمة غارقون في التصويت للشعارات أو لمرشحين غير جديين.

اللافت في جلسة اليوم، هو تراجع التيار الوطني الحر عن قراره بالتصويت لمرشح محدد أو لأحد الأسماء المطروحة، وعودته الى إعتماد الورقة البيضاء التي كما تشير المعلومات جاءت لـ”فك مشكلة” كانت ستحصل في إجتماع تكتل “لبنان القوي” الذي إنقسم نوابه بين مؤيدين للخيار الأبيض، وبين متحمسين للتصويت لأحد الأسماء المرشحة.

يمكن القول، إن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لمس خطورة التصويت لإسم محدد، خصوصا أن هذا الاسم من المفترض أن يكون من ضمن “التكتل البرتقالي” كما يصر أكثرية أعضائه، ما يعني “إستقدام الدب الى كرم باسيل” وإيجاد منافس له قد تساهم الظروف في أن يكون له الأفضلية خصوصا أن هناك أسماء مقبولة ومتقدمة كالنائبين إبراهيم كنعان الذي تشير المعلومات الى أن النائب إلياس بو صعب سيصوّت له في جلسة اليوم، وآلان عون الذي يرفض خيار الورقة البيضاء. 

لا شك في أن هذه الطروحات تُقلق باسيل بشكل كبير، وتدفعه في لقاءاته الى المسارعة في قطع الطريق أمام أي تداول بخيارات من هذا النوع، كونها برأيه تدخل في إطار “المزاح وعدم الجدية”، ما يشير الى الأنانية السياسية والشخصانية التي يتعاطى بهما باسيل في الاستحقاق الرئاسي كما في ملف حكومة تصريف الأعمال، حيث يسعى الى تصفية الحسابات مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ومع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ويريد دفع أعضاء تكتل لبنان القوي الى تنبني مواقفه، في وقت ضاق فيه بعض نوابه ذرعا بممارسات وسلوكيات باسيل التي باتت تؤشر الى “عقدة نقص” جراء خسارة الحكم والسلطة والنفوذ مع إنتهاء عهد الرئيس ميشال عون.

في غضون ذلك، ثمة همس ضمن دائرة ضيقة من نواب تكتل لبنان القوي، حول وجود مرشحين من التكتل يمكن تبنيهم والتفاوض عليهم وربما يستطيع أحدهم الوصول الى رئاسة الجمهورية في حال تأمنت له الظروف السياسية الملائمة، ولا يخلو هذا الهمس من إنتقادات لاذعة لباسيل الذي يرفض هذا الأمر جملة وتفصيلا، حيث يقول بعض النواب أنه “في حال لم يكن هناك أية حظوظ لباسيل في الوصول الى رئاسة الجمهورية وهذا ما هو واضح حتى الآن، فلماذا لا يصار الى طرح أحد أركان التكتل من النواب الموارنة لا سيما إبراهيم كنعان وآلان عون؟”..

ويرفض هؤلاء أن “يدفع نواب التكتل أثمان حسابات باسيل الشخصية وعلاقاته المتوترة مع كل التيارات والقوى السياسية من الخصوم والأصدقاء والحلفاء”، مؤكدين أن “ضمن التكتل من هو قادر على أن يكون مرشحا توافقيا لرئاسة الجمهورية، لكن ذلك يحتاج الى كم هائل من الأدوية لمعالجة “الحساسية” التي يعاني منها باسيل الذي لا يمكن أن يتصور أن يأتي أحد نوابه رئيسا للجمهورية وأن يصبح الأقوى في التيار الوطني الحر أولا وفي تكتل لبنان القوي ثانيا وعلى حسابه.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal