تكريم الزميل منصور في جون بحضور النقيب القصيفي.. المطران الحداد: نحن بحاجة الى الكثير من امثاله

رعى راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد، الحفل التكريمي للزميل أحمد منصور، بدعوة من السيد نبيل خرياطي في دارته – جون، بمشاركة نقيب المحررين جوزف القصيفي، ممثل النائب بلال عبد الله مختار جون سمير عيسى، الوزير السابق الياس حنا، ممثل راعي أبرشية صيدا ودير القمر للطائفة المارونية المطران مارون العمار رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي، رئيس اللقاء الوطني في اقليم الخروب الصحافي سمير منصور، ممثل رئيس اتحاد رجال الاعمال اللبنانية – الخليجية المهندس سمير الخطيب السيد علاء الخطيب، عضو مجلس نقابة المحررين صلاح تقي الدين، الرئيس الفخري لجمعية المراسلين العرب في لبنان الصحافي عمر حبنجر، الرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم تيريز روكز والأخت الهام جرجورة، وشخصيات اعلامية واقتصادية وأصدقاء. 

 

بداية، تقديم من الزميلة نيللي السيد، ثم رحب خرياطي بالحضور، مشيرا الى انه “رغم الظروف الصعبة والحياة المعيشية المقلقة، جراء فساد المسؤولين في إدارة الوطن، وفي ظل الوعود الرنانة التي أطلقوها، فكانت طريق جهنم هي الأسهل عليهم، لشعب عانى الأمرين من جراء فسادهم وقلة أخلاقهم وسياستهم التي أوصلت البلاد الى ما نحن فيه اليوم”.

 

وتابع: “أغتنم هذه الفرصة بهذا اللقاء المميز من أجل تكريم شخصية تجسّد ذاك الجندي المجهول الذي تعرض لضغوطات جمّة من خلال عمله كصحفي، لكنه بقي مستمرا في عمله وعطاءاته غير آبه بما سيحصل، فكانت مقالاته وتغطيته للأحداث والأخبار والنشاطات في المنطقة، المدماك المساعد من أجل إنماء وإزدهار منطقتنا التي لولاه، لما كنا على دراية بكل الأنشطة والأحداث الاجتماعية، بالاضافة الى اللقاءات والمؤتمرات، فهو كان العنصر الأساسي للتغطية الاعلامية، انه الاستاذ احمد منصور، الذي نشكره على كل ما قام به على مدى السنوات الطوال. كما أود أن أوجه الشكر، للمؤسسة التي خدم فيها منذ سنوات طويلة، الوكالة الوطنية للإعلام، بالإضافة الى عمله المميز والصادق، فشكرا للصديق أحمد ونتمنى له النجاح والتوفيق”.

 

القصيفي

 

ثم قال القصيفي: “نلتقي اليوم في جون بدعوة كريمة من الصديق نبيل خرياطي، صاحب المبادرات الطيبة، لتكريم الزميل احمد حسين منصور، مراسل الوكالة الوطنية للاعلام في إقليم الخروب، ومن أسرة موقع “بوابة الاقليم والشوف”، والصحافي النشيط، النخي، الملتزم باخلاقيات المهنة، الودود، القريب من الناس، الساعي إلى خدمتهم، ومشاركتهم مناسباتهم السعيدة والحزينة، وهو الذي يسلط الضؤ على المشكلات الاقتصادية، الاجتماعية، البيئية التي تعاني منها منطقته. كما ينقل بامانة احتفالاتها بالأعياد المباركة، ونشاطاتها المتنوعة في كل المجالات. وهذا ما اكسبه محبة ناسها، فشدتهم اليه روابط المودة والاخوة، حتى بات من وجوه الاقليم المألوفة والمحببة”. 

 

وأضاف: “لن نقف عند الذي تعرض له الزميل احمد اخيرا، فالحادث المؤسف أصبح وراءنا، والشكر لمن تدخل وعالجه بروح الأخوة والمسؤولية. لكن لا بد من التذكير أن سلامة الصحافي والاعلامي والمصور، هي خط أحمر يترتب على تجاوزه تداعيات ليست في مصلحة من يطاول هؤلاء باي أذى جسدي او معنوي”.

 

وتابع: “اقول للزميل احمد: مبروك التكريم الذي استحققته عن جدارة، والذي دعا اليه جوني بار، ابن هذه البلدة المعطاء، التي تزهو بديرها التاريخي، ومكتبتها الزاهرة، ورجالاتها الكبار الذين لمعوا كالشهب في حقلي الدين والدنيا، وكانوا رمزا للوطنية والاخلاص والتقى، ومنائر للعلم والثقافة، وبناة لحضارة العيش الواحد، على تقلب الحقب والازمنة. وعذرا اذا لم اعدد او اسمي، فقد تخونني الذاكرة. لكن حسبي أن القي تحية وفاء، على من كان لغيابهم وقع الحضور الدائم بما خلدوا من جليل الاعمال، وما جادوا من عطاء ، ولحضورهم فعل التألق والمثول العميق في المجتمع والوطن. شكرا للصديق نبيل خرياطي ابو الهمات الخيرة، واسعدني حضوركم. وللزميل احمد تحية أخوة وزمالة، وهي موصولة لكل زميلاتنا وزملائنا صحافيي واعلاميي إقليم الخروب الذين نتقاسم معهم التحديات في هذه الأوقات الصعبة”.

 

وختم القصيفي: “الحب كل الحب، لجون هذه الدرة الخضراء المستلقية بين شوف عريق وبوابة الجنوب صيدا التي يغسل التاريخ قدميها منذ سحيق العصور. انها زيتونة مباركة ضاربة الجذور في أرضها السخية، تحوطها الدوالي، وأشجار الخروب، حيث يتزاوج الضوء والظل في عناق ابدي، يمجد لبنان الحلو الذي لا يموت، وإن مات فسيحيا بقوة ايمان ابنائه به، وارادة الحياة المتجددة في عروقه”.

 

الحداد

 

ثم، ألقى الحداد كلمة قال فيها: “مناسبة سعيدة تكرم فيها الاستاذ أحمد منصور، فالشكر الكبير لصاحب الدار الاستاذ نبيل خرياطي، الذي أتى بهذه الفكرة المستحقة لزميلنا السيد احمد. هذه الايام هي ايام الكلمة، فالكلمة اما أن تبني مجتمعات واما أن تهدم مجتمعات، وكلمة أحمد منصور هي من الفئة الأولى تبني ولا تهدم . وما سمعناه وما رأيناه في ادائكم استاذ أحمد، انما هو قاعدة لكل مجتمع يريد أن يعيش بسلام، هدف الكلمة أن نعيش بسلام وكلمتكم هي سلام حق”.

 

واضاف: “بالطبع نعيش أزمة كلمة في لبنان، وربما ايضا اذا عدنا إلى أيام الحرب كانت ايام أزمات، كلمات متشنجة متعصبة، متقوقعة على ذاتها، ولذلك حدثت الحرب الطويلة ،لأننا كنا بانتظار كلمة سلام ولم تأت. اليوم نحن في زمن لا حرب، ولكن لسنا في زمن سلام، فتنقصنا كلمة السلام حتى في هذه الايام، ننتظر كلمات السلام من الصحافة والصحافيين والمحررين ورجال الدين وكل مسؤول في الوطن، ننتظر أن نقول لبعضنا البعض احترمك، اقدرك، انظر اليك وأرى فيك إيجابيات وليس فقط كلمات نشوه فيها سلوك بعضنا البعض، ولا نرى اية إيجابية في الاخر”.

 

وتابع: “كلمات أحمد منصور هي موضوعية لأنها تعطي الاخر حقه وتعطي الحدث حقه وموضوعيته، وهذا أمر أساسي في أداء الصحافي، كلمات أحمد منصور هي ذات شمولية، اي أنها لا تترك فئة لا تتكلم عنها ولا تعطيها حقها، الشمولية هي عدالة واحمد منصور هو صحافي عادل وموضوعي”.

 

وقال: “مهما قلت أنني عشت محطات عديدة معك، وفي هذا البيت إحدى المحطات، وفي دير المخلص الذي أمثله ايضا كما امثل ابرشيتي، نعم اقولها بصراحة نحن بحاجة إلى الكثير مثل أحمد منصور حتى يبقى هذا البلد بخير”.

 

وختم الحداد: “كلمة اخيرة أشهد فيها ما قال لي أحمد الاسبوع الماضي عندما قلت له:” الحمدلله على السلامة، ماذا حصل معك فقال لي بسيطة، هم من اهل البيت، تفاهمنا وبدنا نعيش وإياهم بأخوة. هذا الرجل الذي يريد العيش باخوة مع من تعدى عليه هو رجل سلام”.

 

 منصور

 

ثم، تحدث الزميل منصور فقال: “إنه لشرف كبير لي، أن أكون مكرما في هذه الدار، دار الراحل نخلة خرياطي، الرجل الذي كان محبا لأهله وابناء بلدته واصدقائه، ونسج علاقات وطنية وروحية كبيرة، وترك بصمات، ما زالت ماثلة في قلوب وأذهان كل من عرفه. واني أعتز ان اكرم في هذه البلدة العزيزة على قلوبنا جميعا، وبرعاية الراعي الصالح سيادة المطران إيلي بشارة الحداد”. 

 

وأضاف: “من هنا أود أن أتوقف عند بعض المميزات والدلائل لهذا التكريم من هذه البلدة، بلدة الفنانين الكبيرين الراحلين نصري شمس الدين وخضر علاء الدين “شوشو”، جون بلدة المطارنة والآباء ورجال الدين من مختلف الطوائف، جون البلدة التي تزخر برجالات وطاقات على مختلف الأصعدة، الثقافية والفكرية والسياسية والتربوية والاجتماعية، جون قدمت خيرة شبابها دفاعا عن لبنان، وهي قلب اقليم الخروب النابض، وبلدة النيابة والوزراء، وآخرهم الوزير الصديق الياس حنا، أطال الله بعمره ..الميزة الثانية التي تكتسبها جون، إحتضانها لأهم موقع ديني كبير، ألا وهو دير المخلص العامر، المركز الروحي الأول لطائفة الروم الكاثوليك، الذي تأسس في العام 1711، حاملا رسالة التعايش والمحبة والتسامح، فإنتقل من مكان للعبادة والتضرع الى الله، الى واحة وطنية لتلاقي جميع ابناء الوطن، الى أن تحول الى ملجأ للبنانيين، خلال الأزمات والحروب، خصوصا أبان الحرب العالمية الأولى والتي ترافقت مع المجاعة التي ضربت البلاد، ومن ثم الحرب العالمية الثانية وصولا حتى الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982. الميزة الثالثة لجون، كونها تضم أيضا مركز الرئاسة العامة للرهبانية المخلصية في العالم، وموقعها في دير المخلص . ان كل هذه الدلائل والمعطيات اجتمعت اليوم، في هذا التكريم، الذي نعتيره تكريما للاعلام اللبناني، الرسمي والخاص، وهو دليل على مدى حرص هذه الطائفة الكريمة، على أهمية دور الاعلام في المجتمع اللبناني. وهذا يعطينا دفعا جديدا في متابعة مسيرتنا بكل صدق وشفافية وموضوعية، فشكر جزيلا على هذه الثقة”، مؤكدا ان “الاعلام سيبقى كلمة الحق، وكلمة جون ودير المخلص، وكلمة لبنان”.

 

وختم الزميل منصور: “لا يسعني الا ان أشكر الصديق والأخ العزيز الاستاذ نبيل على هذا التكريم، والشكر الكبير يبقى للراعي الصالح المطران ايلي الحداد، وشكرا لجميع الحضور”.

 

 بعدها، سلم الحداد والقصيفي وخرياطي والقزي منصور درع الوفاء والتقدير لعطاءاته في مجال الاعلام .

 

وفي الختام أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal