المطران حداد من المصيلح: اللبنانيون يؤجلون الاستحقاقات المصيرية لانهم لا يتحاورون ولا يدركون المخاطر المحدقة بهم

أحيا رئيس مجلس النواب نبيه بري الليلة الخامسة من محرم، بمجلس عاشورائي أقيم في قاعة ادهم خنجر في دارته في المصيلح، وكانت كلمة لراعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد اشار فيها الى ان “هذا هو لبنان الذي نريده، ونرفض لبنان الغريب عن تقاليدنا. لقد صرح صاحب الدار منذ فترة قصيرة بالا يحاول احد ان يغير بطبيعة العيش اللبناني متمسكا بالطائف.

اننا نضم صوتنا الى صوتكم يا دولة الرئيس لإبعاد وطننا عن التغييرات الاستراتيجية، فبلدنا صغير ولا يحتمل التفتيت، فإما ان يكون كما هو او لا يكون، نريد لبنان كما يحبه الحسين، دعونا نجول مع الحسين في شوارع لبنان ومدنه، ماذا عساه يقول لنا؟ سيرضى الحسين عن لبنان المقاوم في الجنوب، سيعطينا درعا تكريمية ويصفق لشهدائنا وابطالنا، سيرى ذاته في خط الدفاع المستميت عن الارض والشعب مفتخرا بما تحقق، لكننا لن نقدر ان نبقي الحسين على الحدود في الجنوب، تعالوا ندخل مع الامام الى بيروت والشمال والبقاع والجبل، سيسمع أنات الناس، سيشاهد المرضى يموتون لان تجار الدواء لا يهمهم بيع الادوية بسعر رخيص ويؤثرون تكديسه في المستودعات على ان يمنحوه للمشرفين على الموت، سيحزن الحسين عندما يتنقل في شوارعنا ويتعثر بنفاياتنا المكدسة هنا وهناك مع ما ينتج عنها من امراض ومكروبات، سيبكي الحسين لاكتشافه ان اللبنانيين يؤجلون الاستحقاقات المصيرية شهورا وسنوات لانهم لا يتحاورون ولا يدركون المخاطر المحدق بهم، سيبكي ان لا رئيس للجمهورية ولا حكومة فاعلة ولا قضاء منزه ولا ادارات تعمل، سيكتشف ان لبنان يعيش بلا فكر ولا عقيدة، سيبكي بل وينهش بالبكاء لان ما هو على الحدود مبدع وما هو في الداخل مروع”.

اضاف المطران حداد: “تعالوا ننقذ الحسين من الاستشهاد مرة اخرى، لانه وان بقيت الحالة على ما هي عليه، سوف يقدم الشهيد البطل على معركة تحرير لبنان من الموت الفكري الحاصل والمستشري في مرافق البلاد، وسيموت قتلا ثانية ولا شك ان لبنان يعاني تسألنا دماء كربلاء ماذا فعلتم بكرامة الانسان الذي دافع عنه الحسين هل وقعتم في فخ الطائفية اي فخ اللافكر وتركتم الوطن في غيبوبة ونزاع، أخشى ان اسأل برامج الذكاء الاصطناعي ما هو الحل في لبنان؟ ستجيب بقسوة ذاك الجواب الذي نعرفه جميعنا لكننا لا نريد ان نفكر به، جربوا طلب مشوره هذا المارد الجديد، سيأتينا الجواب من الذكاء الجامد، لأن الذكاء المتحرك تجمدت دوافعه، وسيكون الجواب مدهشا لنا جميعا، اجوبة العدم صائبة اكثر من أجوبة الانسان العاقل، واكثر ما اخشاه ان يجيب بان لبنان لا يصلح لان يكون وطنا وليس فيه مقومات الاوطان”.

ولفت الى ان “المعركة حامية بين الدين والدنيا، بين العقل والعدم، والحسين ينتمي للدين السوي لا للدنيا المذنبة وللعقل لا للجهالة، يا ليت الاسلام والمسيحية يطبقان في حياتنا فالمشترك بينهما كثير وينقذ كياننا الديني الدنيوي، الدين شيء والطائفية شيء آخر ونحن غرقى في الطائفية لا في الدين، الدين يعلم الحقيقة والطائفية تعلم الكذب، الدين يرفع الروح والطائفية تهوي بها نزولا، الدين رقي والطائفية جهالة، فايهما نختار الاديان ام الجهالة؟ العالم كله اليوم في حرب على الاديان ولبنان الرسالة يشد أزره كي تربح الاديان المعركة.

اتوقف عند لقاء قداسة البابا مع شيخ الازهر وسماحة المرجع السيد علي السيستاني، في هذا اللقاء موقف مشترك بوجه العلمانية الشرسة التي تدك مضجع الاديان السماوية وتخترع بديلا ملحدا لضبط القيم ونشر السلام، السلام يأتي فقط من الله تعالى لا من الانسان، ونشهد سلام الانسان كيف يستشري انحدارا في تشويه القيم والقانون الطبيعي الذي خلقه الله، فتارة يزوجون الذكور بالذكور والاناث بالاناث وطورا بترك الحرية لما يسمى بالجندر لتغيير الجنس لجنس آخر غير آبهين للطبيعة وجمالها ورونق خلقها من قبل الله.

اننا في حال تشبه الحرب والانقلاب على التاريخ ومبادئ التطور، سمعت مؤخرا ان بعض عائلاتنا اللبنانية المهاجرة قررت العودة الى لبنان منعا لتعرض اولادهم الى هذه الموجة اللانسانية في الغرب، ويا ليتنا ندرك ان بلادنا هي اجمل البلاد واكثرها امانا للانسان شرط ان نعيد الكرامة الى المواطن بالقدر الذي يستحق”.

وختم حداد: “لبنان هو حقا رسالة ضرورية للبشرية جمعاء، ومن اضاعه اضاع الرسالة وخسر العالم نموذجا راقيا في العيش المحترم، كثيرة هي مشاكل الناس في العالم اجمع وتبقى عاشوراء ومعها سائر الملاحم الاخلاقية والوطنية والدينية الحقيقة الفضلى التي يتميز معها الخير من الشر، جميلة هذه الذكرى حتى بألمها ودموعها ودمائها، وربما لانها مؤلمة ومعلمة فهي جميلة كونها مؤثرة وحقيقية ومدرسة ومنهج صعب لكنه اكيد ومضمون، تحية لروح الحسين الذي علمنا ان الظلم هو الآفة الكبرى في الحياة، الكبير يظلم الصغير، الغني يظلم الفقير، الصحيح يظلم المريض، الحاكم يظلم المحكوم، وهكذا دواليك”.

اختتم المجلس بالسيرة الحسينية تلاها السيد نصرات قشاقش. 


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal