لم تكد تمضي ربع ساعة على انعقاد الجلسة الثانية لانتخاب رئيس للجمهورية، حتى اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري رفعها لعدم اكتمال النصاب، محدداً يوم الخميس في 20 تشرين الأول الجاري موعداً جديداً لانتخاب الرئيس. كذلك دعا رئيس المجلس النواب الى الزامية حضور جلسة نيابية يوم الثلاثاء في 18 الجاري لانتخاب اللجان.
في سياق مجريات جلسة الامس، كان مشهد القاعة العامة في المجلس النيابي يوحي باكتمال النصاب لبدء انعقاد الجلسة. الا انه وفور قرع الجرس، بادر عدد من النواب الى المغادرة بمن فيهم بعض أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة، ما أدى الى تطيير النصاب. الى ذلك سجّل غياب نواب تكتل لبنان القوي، الطاشناق، التكتل الوطني المستقل وبعض النواب التغييريين.
ووسط غياب لمشهدية الهرج التي شهدتها الجلسة الأولى، باستثناء ما صدر عن نائبة التغيير بولا يعقوبيان اثر رفع الجلسة اذ قالت “يا ضيعان البنزينات”، اقترح النائب نعمت افرام الوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء الجيش الذين سقطوا في 13 تشرين. من جهته، طلب رئيس حزب الكتائب سامي الجميل من رئيس المجلس توزيع اتفاق الترسيم لمناقشته الا ان طلبه هذا لم يلقَ جواباً.
اما في بهو المجلس، فقد سادت التصريحات الإعلامية المنددة بتطيير نصاب الجلسة والداعية الى انتخاب رئيس بالسرعة القصوى. وقد كان لافتاً ما جاء على لسان احد اعضاء كتلة الجمهورية القوية رداً على سؤال ما اذا كان يمكن ان ينتخبوا رئيساً غير مرشحهم ميشال معوض، حيث قال “اذا طرح اسم توافقي لديه برنامج لبناء الدولة واصلاحها نسير به اما اذا كان اسماً توافقياً لاجل تقاسم الحصص فنحن لا نريده”.
يوم المجلس القصير نسبياً يمكن تلخيصه بأنه مشهد فولكلوري مؤسف في وطن يلفظ أنفاسه الأخيرة. فبين المزح والجد طارت جلسة كان بالإمكان ان تمهّد لانتخاب رئيس سيتوجّب عليه السير بين الألغام لإنقاذ البلاد. فهل يعي نواب الامة أهمية التوافق فيكون للبنان رئيس للجمهورية الأسبوع المقبل؟.. ان 20 تشرين الأول لناظره قريب.
Related Posts