الراعي بعيد التجلي: نلتمس اليوم من الرب ان يمنحنا النعمة كي نتجاوز كل الصعوبات

لمناسبة عيد التجلي، ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الاحتفالي في غابة ارز الرب – بشري ، عاونه النائب البطريركي العام على الجبة وزغرتا المطران جوزيف النفاع والمونسينيور فيكتور كيروز، الأب فادي تابت، الخوري شربل مخلوف والقيم البطريركي الخوري طوني الاغا، امين السر الاب هادي ضو وكهنة رعية بشري. وحضر القداس النائب السابق جبران طوق، الوزير السابق ابراهيم الضاهر، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري رئيس بلدية بشري فريدي كيروز، رئيس واعضاء لجنة اصدقاء غابة الارز وفاعليات وحشد من المؤمنين.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، القى الراعي عظة تحدث فيها عن معنى التجلي، وقال: “وتجلى امامهم واصبح ثوبه ابيض كالثلج. يسعدنا ان نحافظ على العادة السنوية التي حافظ عليها البطاركة اسلافي في الاحتفال بعيد تجلي الرب هنا في ارز الرب في باحة كنيسة التجلي وهي مناسبة كي اقدم لكم التهاني بالعيد مع كل التمنيات لكم ولكل الذين يئمون المكان المقدس وكل ابناء بشري الاحبة الذين يحافظون على ارز الرب. في هذا العيد وهذا الحدث نتوقف عند ثلاثة ابعاد اساسية: البعد الاول: ان حدث التجلي حصل بعدما اعلن بطرس ايمانه بيسوع في قيصرية فيليبوس انه المسيح ابن الله الحي فكشف الرب يسوع بتجليه انه المسيح ابن الله الحي وتجلى بكمال الوهيته وعبر عن انها مخفية في الانسان، ولكنه اراد ان يقول من خلال هذا الحدث ماذا تصنع النعمة في الانسان؟ كيف تجمله وكيف تجعل منه مجليا على صورة الله وتظهر لنا وجه الابرار الذين يقول عنهم الرب يسوع في الانجيل في موقع آخر ويتلألأ الابرار كالشمس في ملكوت ابيه. واذا تمكنا بعقلنا الانساني ان نفهم معنى تلألؤ العذراء مريم ومار يوسف وجميع القديسين كالشمس في ملكوت الآب من خلال وجه المسيح المتجلي وهذه الدعوة موجهة لنا كي ننفتح لنعمة المسيح التي وحدها تجمل الانسان وتنقيه وتعطيه بهاء انسانيته كصورة لله”.

وتابع: “البعد الثاني استباق القيامة واظهار انها تجعله في عمق الالوهية بعد الآلام والصلب ليؤكد لنا اننا جميعا من خلال آلامنا والصعوبات التي نمر بها وما اكثرها اليوم وما اصعبها في هذه الايام مدعوون للقيامة، فنحن ابناء القيامة ولسنا ابناء الموت، نحن نموت ماديا ومعنويا وجسديا وروحيا ولكننا مدعوون لنعيش رجاء القيامة. وقد استبقى حدث القيامة بحدث التجلي مع الرسل الثلاثة بطرس الذي سلمه السلطة ويعقوب الشجاع في نقل الانجيل واسقف اورشليم واول شهيد بين التلاميذ الرسل، ويوحنا التلميذ الحبيب الذي سلمه امه. الرسل الثلاثة الاساسيين جعلهم شهودا لسر تجليه واستباق قيامته فعندما اخبرهم بانه سيصلب وسيعذب ويتألم ويموت حزنوا جميعهم وصدموا وقال بطرس له لن نقبل لك ذلك لكن يسوع اجابه انت ما زلت تفكر كالبشر عليك الدخول بتفكيري. لقد تفاجأوا بعدما رأوا ما قام به من عجائب وشفاءات ولم يقبلوا ان يتألم ويصلب ويموت فكان التجلي كي يشددهم ويؤكد لهم ان مصيره لا ينتهي بالصلب بل يوم الاحد بالقيامة، وهذا تأكيد لكل واحد منا باننا جماعة الرجاء ومهما كانت الصعوبات نحن نتمسك بيسوع القائم من الموت سيد التاريخ الذي يعرف كيف يخرجنا من حالة الموت الى جمال ورجاء القيامة”.

 

 

اضاف: “البعد الثالث وهو حضور موسى وايليا للدلالة على اولا ان موسى يعني الشريعة وايليا يعني النبؤة ويعني ذلك ان بشخص يسوع اكتمال كل شريعة واكتمال كل نبؤة فهو كل الكتاب المقدس، كل الوحي الالهي وهو الاساس الاول والاخير والجوهر في كل شيء، وهذه ايضا دعوة لنا كي نعرف كيف يمكننا ان نرى بيسوع كل مبتغانا فهو الجواب لكل التساؤلات الانسانية وما من جواب عن معنى الموت ومعنى الحياة ومعنى النجاح والفشل وكل ما نمر به في حياتنا ليس له جواب الا عند من هو الكلمة الذي صار بشرا، المعلم الوحيد يسوع المسيح وإلا كل شيء في حياتنا لغز، إن لم نقرأها على ضوء يسوع المسيح”.

 

 

وختم الراعي: “نحن نلتمس اليوم من الرب يسوع في يوم تجليه ان يشددنا يايماننا ونلتمس منه ان يمنحنا النعمة كي نتجاوز كل صعوبات الحياة بقوة الرجاء ولنكمل طريقنا لنجد عنده وحده الجواب على كل تساؤلات الحياة وصعوباتها ونعرف كيف نقرأ في ضوء الكلمة كل علامات الازمنة. هذه تمنياتي لكم في هذا العيد المبارك الذي هو رأس الاعياد ومعكم نقول المجد لك ايها المسيح انت نورنا، انت حياتنا، انت طريقنا وانت وحدك الحقيقة والحق والحياة آمين”.

وكان الراعي ونفاع زارا قبل القداس ثكنة يوسف رحمة في الارز -مدرسة التزلج حيث كان في استقبالهما قائد المدرسة العميد سميح خليل وضباط الثكنة وخلال الجولة في أرجاء المقر اكد الراعي دور الجيش في الزود عن الوطن وحمايته، متوجها بالمعايدة الى القائد والضباط والافراد، لمناسبة عيد الجيش، آملا ان يرعاهم الرب ويحفظهم في مهماتهم العسكرية.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal