نواب طرابلس يلتقون على طاولة مستديرة الأسبوع المقبل… غسان ريفي

بدأت الاتصالات بين نواب طرابلس الثمانية للاجتماع والبحث في شؤون وشجون المدينة ووضع خارطة طريق حول الأزمات الملحة الصغيرة منها والكبيرة، تمهيدا لدراستها والتفتيش عن آليات للحل لدى المراجع المختصة.

وعلمت ″سفير الشمال″ أن النواب سيلتقون الأسبوع المقبل في إحدى القاعات حول طاولة مستديرة يكون طبقها الرئيسي “طرابلس” بمعزل عن كل التباينات أو الاختلافات السياسية، وذلك إنطلاقا من قناعة الجميع بضرورة النأي بالمدينة عن كل الخلافات، والتلاقي من أجل وضع مصلحتها ومصلحة أهلها فوق كل إعتبار، خصوصا أن الطرابلسيين إنتخبوا نوابهم الجدد ليس من أجل التلهي بالانتماءات والاتجاهات والصراعات السياسية، بل لتشكيل كتلة طرابلسية بعيدة عن السياسة، هدفها خدمة المدينة ونقل معاناة أهلها الى الجهات الرسمية ومتابعة كل شؤونها للوصول الى الحلول الناجعة.

خطوة النواب الثمانية تعتبر متقدمة جدا، وهي تحظى بدعم كل المرجعيات والمكونات الطرابلسية، خصوصا أن لقاء من هذا النوع، من شأنه أن يعطي قوة للفيحاء إنطلاقا من وحدة نوابها حول مصالحها، ما قد يشكل قوة ضغط يشارك فيها مجتمع طرابلس للخروج من الواقع المرير الذي تعيشه المدينة التي لم يعد أحد فيها يحتمل إستمرار هذا الحرمان المتمادي أو هذا التعطيل لمرافقها.

وتشير مصادر مواكبة لخطوة النواب الى أن الطاولة المستديرة التي ستعقد الاسبوع المقبل لن تكون يتيمة، بل من المفترض أن تشكل بداية لاجتماعات دورية أسبوعية أو نصف شهرية لمتابعة قضايا طرابلس والاستماع الى شكاوى ومشاكل وهواجس أهلها والتلاقي على موقف موحد تجاهها، إنطلاقا من قناعة أكثرية النواب بأن المهمة الملقاة على عاتقهم كبيرة جدا، وأن الطرابلسيين ينتظرون منهم الكثير، ولا بد من القيام بعمل يشكل صدمة إيجابية في هذا الاطار.

وتقول هذه المصادر أن النواب في إجتماعهم الأول قد يستعرضون مجمل الأزمات تمهيدا لتحديد الأولويات، وفي مقدمة ذلك، أزمة بلدية طرابلس وضرورة الحفاظ على مجلسها، ومواجهة أي محاولة لحله من خلال إستقالة جماعية، لأن الابقاء على المجلس البلدي وتأمين الحد الأدنى من التوافق أو المساكنة بين الرئيس والأعضاء يبقى أفضل بكثير من أن يؤول تسيير شؤونها الى محافظ الشمال رمزي نهرا ما قد يضاعف من حالة الشلل وغياب الخدمات، إضافة الى إستعراض المرافق الحيوية وكيفية تفعيلها والاستفادة منها، وكذلك وضع خطة سريعة لمعالجة مكب النفايات الذي يشكل قنبلة موقوتة فضلا عن البحث ببعض الشؤون الحياتية المختلفة.

لا شك في أن أبناء طرابلس ينتظرون من نوابهم الجدد الكثير من الجهود لانصاف مدينتهم، والاجتماع الأول فيما بينهم قد يؤسس لفريق عمل نيابي طرابلسي متجانس، لكن العبرة تبقى في الاستمرار وفي التنفيذ، خصوصا أن أي دعسة ناقصة في هذا المجال أو تهاون في المواظبة على الاجتماعات أو في المتابعة لمشاكل الطرابلسيين قد يشكل خيبة أمل سيكون لها إرتدادات سلبية على الجميع.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal