فجرت طرابلس مفاجآتها، التي جاءت مدوية وقلبت المشهد السياسي في المدينة رأسا على عقب.
كشف “المجهول” الذي تحكم بالانتخابات أخيرا عن قناعه الذي تخفّى فيه طيلة الفترة الماضية وقدم نتائج مبهرة في مكان، وموجعة في مكان آخر، لكن ذلك في النهاية عكس ارادة الناخبين الذين ظهروا خلال اليوم الطويل في اقلام الاقتراع وكأنهم في مهمة رسمية لانتخاب من يرونه مناسبا ومن يلبي طموحاتهم.
كثيرة كانت المفاجآت في طرابلس بحسب النتائج الاولية غير الرسمية والصادرة عن الماكينات الانتخابية، واذا كان الفوز الكبير للواء اشرف ريفي متوقعا بفعل الاحصاءات التي اكدت تقدم لائحته بنحو ثلاثة حواصل، فإن النتيجة التي حققها إيهاب مطر بالتحالف مع الجماعة الاسلامية فاقت كل التوقعات خصوصا انه ينافس على حاصلين بما يمهد الطريق امام زميله امين عام الجماعة عزام الايوبي للدخول معه الى الندوة النيابية ممثلين عن طرابلس.
ومن المفاجآت المدوية ايضا عدم دخول النائب فيصل كرامي الى لائحة الناجحين حتى ساعات الفجر، فيما حل مكانه زميله في اللائحة الحاج طه ناجي، في وقت حجز كريم كبارة مقعده النيابي من خلال حاصل انتخابي ربما يتقدم باتجاه حاصلين بما يسمح للنائب علي درويش بالعبور الى لائحة الفائزين، او ربما يكون هذا المقعد من نصيب حيدر ناصر على لائحة “انتفض” التي تصارع من اجل الحصول على حاصل، اما المقعدين الماروني والارثوذكسي، فيبدو ان الاول ذهب باتجاه القوات اللبنانية عبر مرشحها ايلي خوري الذي حقق خرقا طرابلسيا هو الاهم في تاريخ القوات وسيكون له مفاعيل مستقبلية عدة، والثاني سيؤول الى من سيحصد الحاصل الثالث وعلى الارجح سيكون من لائحة ريفي ما يعني فوز جميل عبود بهذا المقعد.
اما مفاجأة المنية فكانت فوز احمد الخير على حساب نائب حالي ونائب سابق هما عثمان علم الدين وكاظم الخير.
واذا كان فوز جهاد الصمد في الضنية امرا متوقعا وعاديا، فإن امكانية ان ينتزع عبدالعزيز الصمد المقعد الثاني من سامي فتفت شكل صدمة من العيار الثقيل
يمكن القول ان كل هذه المفاجآت وربما غيرها هي عبارة عن نتائج اولية من ماكينات انتخابية غير رسمية، لكن ربما يصار الى تثبيتها اليوم بالنتائج الرسمية لوزارة الداخلية او ربما يغيرها ما تبقى من صناديق الاقتراع التي لم تفرز بعد او عبر اصوات المغتربين.
Related Posts