كتب المحرر السياسي
خلال الفترة التي أمضاها النائب السابق كاظم الخير في المجلس النيابي بين عامي 2010 و2018، بعد فوزه بالإنتخابات النيابية الفرعية في المنية في عام 2010، قدّم نموذجاً جديداً ورائداً في العمل النيابي في المنطقة، مرتكزاً إلى قاعدتين: الأولى الإرث السياسي الذي آل إليه من قبل والده النائب السّابق صالح الخير، والخبرة التي زوّده بها والده حينذاك؛ والثانية حيوية الشباب التي امتاز النائب اليافع وهو في مقتبل عمره السياسي، في مجتمع أكثر من نصفه من فئة الشباب الطامح نحو آفاق أوسع واكثر حداثة في العمل السياسي والتنموي.
كانت 8 سنوات كافية كي يمتلك كاظم الخير خبرة واسعة في العمل النيابي والتشريعي، وكي يبني شبكة علاقات واسعة ساعدته في إنجاز العديد من المشاريع في المنية برغم الصعوبات التي واجههته، والظروف التي عاكسته، وبسبب وضع البلد المعقد بشكل عام، ما جعله يراكم التجارب والخبرات التي أنضجت تجربته السياسية والنيابية، وجعلته رقماً صعباً في المنية لا يمكن تجاوزه أو إسقاطه من الحسابات الإنتخابية.
في الإنتخابات النيابية السابقة خسر الخير مقعده النيابي لصالح النائب الحالي عثمان علم الدين، لكنه حصد في تلك الإنتخابات ما يزيد على 6700 صوتاً تفضيلياً متأخراً عن علم الدين بقرابة 3500 صوتاً تفضيلياً، ما أعطى مؤشّراً واضحاً إلى أنّ أي تغيير ولو بسيط في المعادلة الإنتخابية في المنية من شأنه أن يخلط الأوراق والحسابات رأساً على عقب.
هذا التغيير لم يتأخر كثيراً، فبعد انسحاب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من الإنتخابات النيابية، تشتت ساحة التيار الأزرق في المنية، وانقسمت على نفسها. فبعد إبعاد علم الدين عن لائحة المتمردين على الحريري بقيادة النائب السابق مصطفى علوش، ضعفت حظوظه في الفوز مجدداً برغم انتقاله إلى لائحة الوزير السابق أشرف ريفي والقوات اللبنانية. كما أنّ إدخال المرشح أحمد محمود الخير إلى لائحة علوش لم تسعف الطرفين معاً، ذلك أنّ قاعدة تيار المستقبل في المنية إنقسمت على نفسها بين الطرفين، ما أضعف كليهما.
هذا الإنقسام ساعد كاظم الخير في تعزيز حضوره وحظوظه، إذ بقي محافظاً على قاعدته الشعبية والإنتخابية المتماسكة، وجعله يُشكّل رافعة أساسية للائحة “للناس” بدعم من الرئيس نجيب ميقاتي، ما جعله ينطلق في حملته الإنتخابية رافعاً شعار “إسترجاع قرار المنية الذي حاولوا مصادرته”، وفق قوله، ومعلناً مواكبته تطوّر المنية من منطقة إلى مدينة عبر متابعة ملفات عديدة، منها المركز الثقافي الكويتي، معمل فرز النفايات في الضهور، مكتب الكهرباء، مكتب الضمان، ملعب الإمارات الرياضي وإكمال مشروع المياه في عيون السمك.
Related Posts