طرابلس اليوم تسأل، لماذا عليّها أن تُسلّم أنّ ما لبقيّة المناطق للمناطق وما للناس للناس وما لها يجب أن تتقاسمه بالإكراه مع الغير؟
ولماذا مع كل انتخابات يدخلها غفلة ً طارئون بطروحاتهم وطموحاتهم ومشاريعهم عليها وعلى عروبتها وهويتها وقيمها ونسيجها وتاريخ نضالها؟
لماذا في كل انتخابات على طرابلس ان يكون فيها “كرسي ترضية”، تارةً لسعد الحريري وطورا ً لسمير جعجع و غيرهم ؟ و لماذا عليها ان تكون مطيّة للمتهافتين على كراسي البرلمان ؟
نعم أيها السّادة إنها نفس الحكاية، حكاية الكرسي الماروني في طرابلس، عندما يُكره الطرابلسيون على إستبعاده منها ويخطفه حليف ٌ او خصم ٌ ليلحِقه بمنطقة او كتلة او تيّار او حزب، على الرغم مما يمثّل هذا الكرسي من رمزية للمدينة وأهلها.
نحن الطرابلسيون إستثناءً لدغنا من جحر ٍ مرتين، مرة في 2005 عندما صعد متسللون متسلقون على دم الرئيس الشهد رفيق الحريري، مرة أخرى في 2009 ، وكانت اللدغة التي اصابت المقعد الماروني في طرابلس من حليف. ومع ذلك بقي الكرسي الماروني دلالة على تمسّك الطرابلسيين بعيشهم الواحد جنبا ً الى جنب مع مسيحيي المدينة، ويدركون ان من شأن هذا الكرسي ان يستعيد – طالما هو في طرابلس – لحمة ديموغرافية حاولت ان فتق رتقها حروبٌ عبثية عاشها اللبنانيون في الربع الأخير من القرن الماضي.
بالنسبة لأهل طرابلس هذا المقعد هو حق من حقوقها ولطالما كان قيمة ً مضافة ً بشاغله المنسجم مع عروبته و مع تاريخ المدينة ” القوة الهادئة” الراحل جان بدوي عبيد، فلماذا تريدونه أن يلحق بطرف تكاد ان تجمع المدينة برمتها على ضرورة إستبعاده.
ما اظن طرابلس خزلت يوما ً جان عبيد حتى عندما خاض انتخابات 2009 منفردا ً وخرج منها بـ 31973 صوتا ً، و لا أظن طرابلس اليوم خازلة ً ابن جان عبيد، سليمان وجنده من الأوادم والمعتدلبن.
الكاتب: غسان حلواني
المصدر: سفير الشمال
Related Posts