سليمان عبيد يتسلّق بجدارة.. جبل أبيه!

يتهيّب سليمان عبيد جلل المعركة الانتخابية، ليس خوفاً أو تردّداً أو عدم ثقة بما تكتنزه العلاقة ما بين جبل تربل ومدينة طرابلس من محبة وتقدير..وإنّما انطلاقاً من واقعين مؤثرين:

الأول، أنّ تبوّأ المقعد الماروني في مدينة كطرابلس، ليس بالأمر البسيط، ولو أتى على صحن من الفضّة. فالمسؤولية بالغة الأهمية: إنّه مقعد التعايش الوطني الأبرز فوق مساحة الوطن، وإنّه المقعد الذي يمثّل، الى جانب المقاعد السبعة الأخرى، مصالح المدينة الأكثر حرماناً في الجمهورية اللبنانية، والأكثر تعرّضاً لكلّ أنواع التجارب الخطيرة، ولعلّ أخرها وليس أخيرها، فاجعة غرق المركب بمن فيه من أطفال ونساء ورجال ضاقت بهم سبل العيش الكريم وسبل لقمة العيش المغمّسة بالعرق والدم!

الثاني، أن المرشح الشاب يتهيّأ لحمل عبء طالما حمله “عاشق المدينة” جان عبيد، كما يتهيّأ لملء فراغ رجل نسج بخيوط من حبّ وحكمة علاقته المديدة بكل شارع وكل بيت وكل عائلة من عوائل المدينة التي أحبّته بقدر ما أحبّها، واحتضنته بقدر ما احتضنها. 

الإرث ثقيل.. والوريث يدرك كم أنّ المهمة صعبة وغالية على قلب الوزير الراحل!

بكل هذه الهواجس، يستعدّ المرشح على لائحة “للناس” سليمان عبيد لخوض معركته الانتخابية، مدركاً أنّه يواجه خصوماً أقوياء، إلّا أنّه مؤمن بأنّ المدينة ما تعوّدت على خذل محبّيها الحقيقيين، وأنّها طالما عرفت كيف تميّز بين قمحها والزيوان.

لذلك هو يقلّ من الكلام المكرّر، متفرّغاً لإعداد الخطط اللازمة لتعويض المدينة ما قد فاتها طويلاً من الإنماء المتوازن، وما قد فاتها من دور على الصعيد الوطني، خاصة وأنّها تختزن من نقاط القوة ما يكفيها لتشكّ نموذجاً إستثمارياً جاذباً على المستويات اللبنانية والعربية والدولية.

ينظر المرشح عبيد الى وظيفة طرابلس (كما هي حال المنية والضنية وكل الشمال) بعيون متفائلة وواعدة، متى صفت النوايا ومتى وصلت الى المجلس النيابي كتلة متجانسة متشابهة في الأهداف التنموية، وهذا ما يحتاجه الناس في هذه المرحلة الشديدة التعقيد من مصير الوطن والمنطقة.

سليمان عبيد لا يستسهل ما قد تركه والده الراحل جان عبيد، بل يدرك أنّه قد ترك له جبلاً، وأنّ قدره أن يتسلّق هذا الجبل، للوصول بالمدينة الأحبّ الى قلبه..الى برّ الأمان!

زياد س.فرح


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal