كتب المحرر الاقتصادي
لم تعد مستحضرات التجميل التي يستخدمها رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان محمد شقير قادرة على إخفاء العيوب التي تشوب عملها، حيث تشير المعطيات الى أن ثمة نارا تحت الرماد من شأنه لو إشتعل أن يفجر الهيئات من داخلها وكذلك إتحاد الغرف اللبنانية الذي يترأسه شقير لكون غرفة بيروت وجبل لبنان هي المساهم الأكبر فيه.
تشير المعلومات الى أن كثيرا من أعضاء الهيئات الاقتصادية وأركان إتحاد الغرف اللبنانية قد ضاقوا ذرعا بتصرفات شقير الذي يتعاطى مع هذين القطاعين الاساسيين بكثير من الخفة، مستخدما أنانية غير مسبوقة وفوقية وفردية في إتخاذ القرارات وإصدار التصريحات وعقد اللقاءات وتنسيق الزيارات، وتوريط الهيئات والاتحاد بمواقف يرفضها معظم الأعضاء، وذلك بهدف تحقيق بعض المصالح الشخصية.
وتقول هذه المعلومات أن شقير يحاول الايحاء في كل مناسبة بأنه صاحب القرار الأوحد في الهيئات والاتحاد، وأنه الآمر الناهي في كل المسائل من دون العودة الى أعضاء الهيئات الذين كان عددهم 14 وقد رفعهم شقير الى 18 بهدف تعزيز سيطرته عليها.
وتضيف المعلومات أن أعضاء في الهيئات والاتحاد عبروا عن إستيائهم وغضبهم أكثر من مرة من سلوك محمد شقير الذي بحسب الغاضبين: “لا يحترم شراكة ولا يقيم وزنا لتشاور، كما يحاول في كل مرة تغييب حضور أركان الهيئات الاقتصادية أو اتحاد الغرف اللبنانية في وسائل الاعلام سواء في الاجتماعات التي يعقدها برئاسته أو في الزيارات التي ينظمها ويتقدمها”.
ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل إن شقير ضُبط أكثر من مرة وهو يحاول التغطية على بعض المشاريع الناجحة لزملاء له في الهيئات أو في الاتحاد وذلك خوفا من أن تؤدي هذه المشاريع الى لفت أنظار المسؤولين في الدولة أو المجتمع، وتكشف هشاشة رئاسة الهيئات والاتحاد، القائمة على كثير من البروباغندا وقليل من العمل (بحسب توصيف أحد أعضاء الهيئات).
لا شك في أن هذا الاستياء بقي داخليا طيلة الفترة الماضية، وكان يحضر في الجلسات الضيقة التي كان شقير يتعرض فيها لانتقادات لاذعة، الى أن جاءت دعوة زيارة السفير السعودي وليد البخاري للهيئات الاقتصادية الى الافطار بعد عودته الى لبنان، حيث فوجئ الجميع بغياب رؤساء غرف التجارة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي وفي صيدا والجنوب محمد صالح وفي زحلة والبقاع منير التيني إضافة الى رئيس جمعية الصناعيين سليم الزعني، ولا شك في أن الرؤساء الأربعة يعتبرون العمود الفقري للهيئات، لكن بعد البحث والتدقيق تبين بحسب مطلعين أن محمد شقير إستثنى الرؤساء الأربعة من لائحة الأسماء التي سلمها الى مكتب السفير البخاري، فلم يتم دعوتهم وفوجئوا بخبر الافطار في وسائل الاعلام.
وتقول المعلومات إن شقير لم يستطع أن يقدم تبريرا منطقيا أو مقنعا لما أقدم عليه، في وقت تفاعل فيه هذا الأمر لدى رؤساء الغرف ورئيس جمعية الصناعيين الذين تواصلوا مع بعضهم البعض وتداولوا سلسلة من الخيارات منها، تقديم إستقالات جماعية من الهيئات، وفرط عقد إتحاد الغرف اللبنانية وإنتخاب رئيس آخر.
وتشير المعلومات الى أن التواصل مستمر ومفتوح بين الرؤساء الأربعة لاتخاذ الخطوة المناسبة خلال الأيام المقبلة، فيما بدأت بعض الوساطات معهم لعدم القيام بخطوات تصعيدية، خوفا على الهيئات من تفجير داخلي بسبب شقير الذي سبق وفجر البلد بقرار زيادة تعرفة إتصالات الواتساب، ومن وقتها بدأ الانهيار الكبير.
Related Posts