كتب المحرر السياسي
بات معلوما أن عددا لا يستهان به من نواب ″كتلة المستقبل″ سوف يخوضون الانتخابات النيابية المقبلة، إنطلاقا من كونهم حلفاء لـ″التيار الأزرق″ وليسوا منظمين، فيما يلتزم أكثرية المنتسبين بعدم الترشح إحتراما لقرار الرئيس سعد الحريري بتعليق العمل ″السياسي″ وعدم خوض الانتخابات في 15 أيار المقبل.
هذا الواقع يفضي الى خيارين فإما الترشح بعيدا عن المستقبل ونهجه وشعاراته ومبادئه، خصوصا أن الرئيس الحريري كان أبلغ نوابه بأنه لن يتوانى عن الرد على كل من يحاول إستغلال إسم التيار، أو عدم الترشح بشكل نهائي لهذه الانتخابات، لكن المعطيات تقول أن ثمة خيارا ثالثا يتم التداول حول رغبة النائب سامي فتفت ووالده النائب السابق أحمد فتفت للحفاظ على المقعد النيابي ضمن العائلة.
ويسعى الأب والابن عبر هذا الخيار الى تبادل الأدوار بينهما وصولا الى ″التذاكي″ على الرئيس الحريري حيث يمتنع الابن سامي عن الترشح إلتزاما بقرار ″التعليق″، فيما يترشح الأب أحمد في وجه خصمه التقليدي النائب جهاد الصمد الذي تثبت كل الاحصاءات بأن لا منافس فعلي له في الضنية، علما أن المنافسة في الاستحقاقات الانتخابية السابقة كانت تحصل بين “تيار المستقبل” وجهاد الصمد، وليس بين الصمد وفتفت، علما أن الأخير لم يتمكن من الفوز بالانتخابات البلدية في مسقط رأسه سير الضنية.
تقول المعلومات المتداولة أن فتفت الأب يعمل وفق قاعدة “وضع إجر بالبور وإجر بالفلاحة” حيث يفكر جديا بالترشح، كونه يخشى في حال عدم إلتزام نجله سامي بقرار الحريري أن يتعرض الى سقوط مدوٍ بفعل حجب الأصوات الزرقاء عنه، أما هو فيمكن أن يناور إنطلاقا من نشاطه المستجد في اللجنة الوطنية لمواجهة الاحتلال الايراني التي سيحاول أن يركب موجتها لتحريض الشارع وإستمالة أصواته، وأن يستعيد لغة 14 آذار التي باتت تشكل قاسما مشتركا بين الثورة “فرع” الحرس القديم من الأحزاب السياسية المنقلبة على نفسها، وبين الحرس الجديد المتمثل بناشطي 17 تشرين والمجتمع المدني، وبين بعض “الخوارج”.
لا شك في أن أمام أحمد فتفت معضلة أساسية تتمثل باللائحة التي سينضم إليها، فهو من الطبيعي أن لا يكون في لائحة 8 آذار أو التيار الوطني الحر، وفي حال وجد أن من مصلحته الانضمام الى لائحة القوات اللبنانية، فعندها ستكون الطامة الكبرى حيث سيوضع على لائحة “الخونة” للرئيس سعد الحريري وشارع “المستقبل”، وسيكون في موقع العداء لـ”الخرزة الزرقاء”، وفي موقع الخصومة لقوى 8 آذار، وحتما لن تقبل لائحة الثورة أو المجتمع المدني التحالف معه لكونه واحدا من المنظومة السياسية، وهي تترشح على أساس محاربتها، وفي طبيعة الحال فإن فتفت مرفوض سياسيا من المقربين الى الرئيس نجيب ميقاتي وهم في حال شكلوا لائحة فلن يكون ضمنها، الأمر الذي سيقفل أبواب اللوائح أمامه، ويجعله مرشحا مقطوعا من شجرة سياسية.
كل ذلك، يجعل الخيارات تضيق أمام الدكتور فتفت، فهل يضع نفسه على لائحة “الخونة” لتياره السياسي الذي إختضنه وأوصله الى النيابة والوزارة منذ العام 1996؟، أم يلتزم بعدم الترشح؟، أم أن شهوة الحفاظ على المقعد النيابي معطوفة على “اليأس” قد يدفعه الى الانقلاب الكامل، وصولا الى التحالف مع القوات او فتح قنوات التواصل مع بهاء الحريري أو عمر حرفوش؟!.
Related Posts