بالرغم من كل الأزمات الكارثية المالية والمعيشية والإجتماعية بفعل الفشل السياسي. استوقفني هذا الأسبوع حدثان أعادا بعض الأمل إلى نفسي الحزينة مما آلت إليه الأوضاع في وطننا الحبيب، وأقنعاني بأن هناك في هذا البلد الذي أدهش العالم في بعض فترات من تاريخه مبدعون قادرون على أن يسطّروا حلقات جديدة من النجاح برغم كل المشاهد السوداوية، ورغم كل ما تعمد بعض الأصوات الناعقة بالسوء بأن لبنان ذاهب إلى الزوال!
منتصف هذا الاسبوع استطاع منتخب لبنان بكرة السلة خطف كأس العرب من على ارض دولة الإمارات العربية المتحدة وكم كانت فرحة اللبنانيين كبيرة على أرض الوطن، وكذلك من كان من اللبنانيين المتواجدين على أرض الإمارة الشقيقة دبي حيث حمل أعضاء الفريق الكأس الذهبية برغم الإمكانات الضعيفة جداً التي ترفدهم بها دولتهم المنهوبة، إذا ما قورنت بإمكانات الفرق المنافسة. والتي أثبتت أن المهم ان يتشبث اللبنانيون كفريق واحد متجانس ليستطيعوا الوقوف بوجه كل الأزمات مهما عصفت.
في اليوم التالي لهذا الإنتصار الرياضي الكبير، تألقت ثانوية كفرحتى الرسمية على مستوى الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، حيث كانت الثانوية الوحيدة التي فازت من لبنان ضمن مرحلة، اختيار 10 مشاريع من أصل 300، من خلال مجموعة طلاب في الصف الأول – ثانوي (Grade 10) هم: ساري جبر، راما الطويل، محمد نصار، علي نصار وحسن اليوسف وبتنسيق مع الاستاذة حوراء غندور في إعداد الفريق أغنية بيئية “راب”، تهدف الى نشر الوعي للحد من استخدام البلاستيك إضافة الى ايجاد حلول للمشكلات البيئية، واستخدموا الموسيقى والشعر باللغة الانكليزية الى جانب مهارات حل المشكلات والخيال والابداع والمعرفة الرقمية بوصفها مهارات القرن 21.
وقد نوهت المديرة الإقليمية للمدارس في المجلس الثقافي البريطاني، منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ميساء ضاوي هاشم بالطلاب الخمسة مشيدة بفوزهم الذي رفع اسم لبنان عاليًاً.
وكما نجح البعض في الرياضة والعلم ما زال لدى الكثير منا الأمل بإمكانية هبوط سياسيين على أرض الأرز التي أنبتت كباراً ومبدعين يعملون بحسهم الوطني بهدف إعادة إطلاق لبنان في رحاب التألق والعطاء في السياسة والإنماء مهما إشتدت الصعاب، لنرى ولو بعد سنوات وجه لبنان المشرق الذي تفتّحت عيوننا عليه.
Related Posts