كتب المحرر السياسي
أخرجت خطوة رئيس حزب الكتائب سامي الجميل بترشيح مجد بطرس حرب بدلا من رفيقه الكتائبي سامر جورج سعادة عن المقعد الماروني في البترون ضمن دائرة الشمال الثالثة، كثيرا من الكتائبيين عن طورهم سواء رفضا لهذا الترشيح أو دفاعا عنه، فسارع إبن رئيس حزب الكتائب السابق جورج سعادة الى تقديم إستقالته من رئاسة إقليم البترون الكتائبي، وتلاه القيادي شاكر سلامة، في حين نشر مدير المكتب الخاص للجميل باتريك ريشا الملقب بـ”باكو” تغريدة مسيئة جدا إعتبر كتائبيون أنها تعبر عن إنحدار أخلاقي غير مسبوق لا يشبه تاريخ الكتائب، وطالبوا بإعتذار علني من “باكو” الذي عاد وسحب التغريدة تحت الضغط.
قرار الجميل والاستقالات التي من المتوقع أن تكر سبحتها لا سيما بعد التغريدة المسيئة، كل ذلك أظهر حال التخبط الذي يخيم على حزب الكتائب الذي يبدو أن رئيسه قرر إعتماد قاعدة “الغاية تبرر الوسيلة”، للتمكن من زيادة عدد النواب الفائزين معه، فبدأ التضحية بالكتائبيين والتحالف مع شخصيات تنتمي الى بيوتات سياسية لم تكن بعيدة عن المنظومة الحاكمة، بما يخالف شعارات الحزب ورئيسه الرافضة لأي تعاون مع سياسيين، وبما يتناقض مع توجهات أي حزب في العمل على ترشيح قادته للانتخابات النيابية وليس إستبدالهم في مناطقهم بشخصيات أخرى على نقيض معهم.
كيف إنقلب سامي الجميل على سامر سعادة في البترون؟
ينتقد كثير من الكتائبيين في البترون رئيس الحزب سامي الجميل لكونه يحمل دائما على رفيقه سامر سعادة بسبب مواقفه المؤيدة لاتفاق الطائف خصوصا أن والده جورج سعادة كان أحد أعمدته الأساسية، حيث يرى هؤلاء أنه كان الأجدى بالجميل أن يعلن رفض الحزب لاتفاق الطائف ويعلل الأسباب، لا أن يساير التيارات السياسية المؤيدة له في العلن، ويحاسب قيادات من حزبه على تأييدهم لهذا الاتفاق في السر.
وتشير المعطيات الى أن الكيمياء غير متوفرة بين سامي وسامر، حيث بدأ الأول منذ فترة في تهيئة الأجواء لازاحته وإستبداله بمجد حرب، من دون أن يبلغه بذلك، بل على العكس كان يُضمر غير ما يعلن، ويؤكد له مرارا أنه سيكون مرشح الحزب في البترون، لكن ثمة رسائل عدة وصلت الى سامر سعادة تفيد بأن الجميل يُجري مفاوضات مع مجد حرب، لكن الجميل كان ينكر ذلك.
وبحسب المعطيات، أنه عندما بدأت تتكشف نتائج المفاوضات مع حرب، واجه سعادة الجميل بذلك، فسارع الى وضع الأمر في عهدة ميشال معوض مؤكدا أنه “طالب بانضمام مجد حرب كونه يريد حاصلا ثانيا لاسقاط جبران باسيل”، فكان الاقتراح بضم وليام طوق فرفض الجميل لكون “والده جبران طوق كان على لائحة المردة والحزب القومي في الانتخابات الماضية”، فرد سعادة “كذلك كان بطرس حرب على لائحة المردة والقوميين”، إلا أن الجميل أكد بأن “طوق لديه صبغة سورية”.
وخلال المفاوضات تم طرح الأرقام التي أكدت إمكانية فوز سامر سعادة الذي يمتلك كتلة أصوات وازنة، وذلك في حال نال مرشح القوات اللبنانية في الكورة أصواتا أكثر من مرشح البترون، لكن الجميل رفض ذلك تماما، وعرض على سعادة منصب نائب رئيس حزب الكتائب، مع إبقائه رئيسا لاقليم البترون لسنوات مقبلة، إلا أن رد سعادة كان “أرفض أن أبيع نفسي وأن أساوم على تاريخ الكتائبيين في البترون” مذكرا الجميل بمحاولات “إقصائه في العام 2005 وكذلك في العام 2009 لولا تدخل الرئيس سعد الحريري وترشيحه في طرابلس”، مؤكدا للجميل أن “ما يقوم به من شأنه أن يخرب الحزب وأن يؤدي الى جملة من الاستقالات”.
بالأمس أعلن سامر سعادة إستقالته من رئاسة إقليم حزب الكتائب إعتراضا على قرارات رئيسه، حيث تشير المعلومات الى أنه ينتظر قرار “الرفاق الكتائبيين” في البترون، فإذا أرادوا أن يترشح فسيقدم ترشيحه، وإذا كان رأيهم عدم الترشح فإنه سيلتزم بذلك.
Related Posts