كتب المحرر السياسي
يؤكد كتائبيون شباب استقالوا او ابتعدوا حديثا عن “حزب الكتائب اللبنانية” ان سامي الجميل لا يرتكب أخطاء او خطايا، بل هو يعرف ماذا يفعل.
انه ببساطة متشرب لافكار بعض الذين احتضنوه خلال دراسته الجامعية حيث كان على تباعد مع والده الرئيس السابق للجمهورية امين الجميل، وشقيقه الوزير والنائب الشهيد بيار.
هذا التباعد أدى به إلى تأسيس حركة “لبناننا” وكان مرشدها وموجهها الاستاذ البير كوستانيان. وهو لم يدخل الحزب ويتعرف عليه وعلى جمهوره الا بعدما أُسقط ليكون رأس هرمه بناء على ضغط عائلي قادته والدته جويس، فتخلى الرئيس أمين الجميل قبل أن تنضج الظروف التي تساعد سامي على قيادة الحزب من دون عوائق واشكالات. لكن هذا الاستعجال لم يؤت ثماره، فبدأت هجرة الكتائبيين قسرا وطوعا من الصيفي والاقاليم والأقسام في جميع المناطق اللبنانية، حتى بات عدد المبتعدين، الحردانين، المستقيلين، المحبطين المنكفئين يفوق باضعاف عدد الباقين في حزب الله والوطن والعائلة.
يقول كتائبي متابع أن سامي هو في صدد بناء كتائب لا تشبه تاريخها، ويعمل على أحداث انقلاب جذري قد يصل إلى تغيير الشعار، العلم والنشيد، وكسر التنظيم الحديدي لحزب عرف بانضباطه ليقترب من نموذج التجمعات او التيارات السياسية “المسستمة” على طريقة ال NGOS .
يضيف المصدر الكتائبي أن سامي الجميل يرى أن عددا من الأقاليم “تقالة” عليه، وأن تهميشها مرحليا يريحه ويخفف من اوجاع الرأس التي قد يتسبب له فيها بعض القيادات “الموروثة” ولها حضورها أمثال النائب والوزير السابق ايلي ماروني والنائب السابق سامر سعاده الذي لا توجد كيمياء بينه وبين سامي الجميل، إضافة إلى قيادات مثل شاكر سلامه في كسروان – الفتوح، وكابي سمعان في بعبدا، وجوزف عيد وساسين ساسين في الشوف، وجوزف نهرا في جزين..
ومن هنا كان قراره بعدم خوض الانتخابات في بعض الدوائر ولعل اهمها البترون التي طلب فيها من سامر سعاده الانسحاب لمصلحة مجد بطرس حرب لانه يريد أن “يكسر رأس جبران باسيل” وانه اذا نجح في ذلك سيكون الزعيم المسيحي الواعد والمؤهل لسحب البساط من تحت قدميّ سمير جعجع.
علما أن سامي راوغ سعاده والتف عليه، بالترغيب والترهيب، حتى عرض عليه ان يعينه نائبا اولا لرئيس الحزب إضافة الى مغريات أخرى مقابل الرضوخ لقرار الحزب بترشيح مجد حرب، لكنه صدم بالرفض القاطع من سعاده الذي نقل عنه أنه قال له “اذا كانت قضيتك معي شخصيا، فإني مستعد للانسحاب لأي مرشح كتائبي تختاره انت، ولكن لست ادري لماذا تريد إلغاء الكتائب في الشمال وحذفها سياسيا، ولمصلحة من؟”. فهل هناك مخطط لتهجير الكتائبيين من الشمال وسائر المناطق بإستثناء المتن الذي يمسك كتائبيوه بالحزب من نائب الرئيس الأول إلى الأمين العام وسواهما من أعضاء المكتب السياسي ورؤساء المصالح والوحدات الحزبية.
ويراهن كتائبي سابق انه اذا أجريَ إحصاء دقيق للكتائبيين الملتزمين فعلا وغير المسجلين على الورق، لتبين أن نسبتهم لا تتعدى 12.7 بالمئة معظمهم في المتن الشمالي.
ويضيف هذا الكتائبي أن من يقدم على ما اقدم عليه سامي الجميل ينبغي أن يمتلك تصورا حول البديل. لكن تبين الا وجود لهذا التصور، وأن عدد الخارجين من الحزب وعليه يفوق بعشرات الاضعاف المنتسبين الجدد اليه. ولن يمر وقت طويل الا وتكون عقارات الأقسام والاقاليم الكتائبية في جميع المناطق خالية الا من انفار محدودين يمضون وقتهم يحكون حكايا المجد القديم الذي تهدم.
ولعل ما دونه الكتائبي مقبل ريشا من منطقة البترون في توصيف وضع الكتائبيين حيال قرار قيادتهم، هو الأكثر تعبيرا، إذ قال: “لا عافاكم الله في تمزيق الإرث، وجعل الأقاليم فرق مرتزقة غب الطلب في معارك آلاخرين.
ستنتهي المعركة ولن تجدوا من يلم اشلاءكم .
لن نكون معكم في معركة تمزيق الذات. يحيا لبنان”
اخيرا، فإن رئيس حزب القوات اللبنانية ” يفرك” يديه فرحا، ولن تخونه الاهلا وسهلا لمن ييمم وجهه شطر معراب ، بعدما قرر هجرة الصيفي.
هجرة جماعية من كل الأقاليم للحكيم فيها حصة وازنة، وما يصيب منها جبران باسيل وسليمان فرنجية هو “نعمة كريم”.
وليس قليلا أن ينضم فتى الكتائب إلى فتيين واحد من تنورين (مجد حرب)، وآخر من زغرتا – الزاوية (ميشال معوض)، الجامع بينهم أن اثنين منهم إبنا رئيسين سابقين للجمهورية، والثالث ابن شيخ لم يمل من النيابة والوزارة حتى أخرجه منهما “صهر العهد” بضربة سياسية موجعة.
والطريف أن الثلاثة يحملون راية الثورة والتغيير.
والسؤال: هل للوراثة السياسية علاقة بالتغيير، وهل يمكن لها أن تكون رافعة ثورية لكل من يرغب في الانتقال من حال إلى حال؟ عش رجبا تر عجبا!!..
Related Posts