صحيح أن معظم اللبنانيين قد وقفوا مذهولين أمام بعض البنود التي تضمنتها موازنة العام الحالي، والتي أقرها مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، وتحديداً ما يتصل برفع سعر الدولار الجمركي الذي سينعكس سلباً على العديد من القطاعات، وكذلك على جيب المواطن الذي يئن من إرتفاع الأسعار المرتبطة بتلك العملة الخضراء، تجاه محدودية دخله المرتكز على الليرة اللبنانية التي لم يبق منها غير الأسم.
ولكن ما لفت المواطنين ما تداولته وسائل التواصل الإجتماعي من خلال تسريبات لزوار عين التينة مساء ذلك اليوم وفيها (أن رئيس مجلس النواب نبيه بري “طاير عقله” مما حصل في الجلسة) لجهة التعيينات التي طاولت موقعين في المجلس العسكري من دون التطرق إلى موقع سيكون له رأي فيه في جهاز أمن الدولة، وكشف الزوار أن دولته “مستاء جداً” مما حصل!
قد يكون رئيسا الجمهورية والحكومة ميشال عون ونجيب ميقاتي قد بادرا إلى إقرار بند التعيينات (وهذا من حقهما الدستوري) دون أخذ رأي الرئيس بري لإستكمال التعيينات التي يطالب بها. ولكن من حق أبناء الوطن أن يعتبوا على رئيس مجلس النواب الرجل السياسي المخضرم والذي بات مرجعاً محورياً في السياسية نظراً لوجوده في هذا الموقع منذ ثلاثة عقود متتالية، وهو “استاذ” بكامل المواصفات في السياسة اللبنانية. معتبرين أن الكلام الذي تم تسريبه عن لسانه من المفضل أن لا يكون قد خرج منه، وعتبهم الشديد عليه وهو الشخص الذي يستطيع التحكم بمفاصل السياسة من خلال إقرار القوانين وتمريرها أو وضعها في الجوارير وكانوا ينتظرون منه، وهو الذي يعرف طعم الحرمان الذي ذاقته طائفته، أن يكون قد “طار عقله” مما يطال كل الشعب اللبناني في أموره الحياتية والمعيشية والمالية وأن يكون مستاء جداً مما يصيب الشعب اللبناني في مآكله ودوائه وطبابته.. والى آخر المعزوفة من القهر والقلة التي ستؤدي حتماً إلى الجوع. لأن الشعب لم تعد تعني له التعيينات وكل ما يتصل بها، ولا المحاصصة الطائفية والمذهبية، بل لقمة عيشه وتعليم أولاده وتأمين دخوله وخروجه من المستشفيات بأقل الأضرار!
وفي هذا السياق رأى كثيرون ان مَثَل “غلطة الشاطر بألف” ينطبق على هذا الموقف، في حين كان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان يرى أنه “اذا مرّت الموازنة كما هي، فنحن أمام حرب مسعورة لإعدام الشعب”.
Related Posts
