ماذا بعد كلام الحريري اليوم؟… عبد الكافي الصمد

يرتقب أن يعلن الرئيس سعد الحريري عند الرّابعة من عصر اليوم موقفه من ترشّحه للإنتخابات النيابية من عدمه، وأن يكشف خلال المؤتمر الصحافي الذي سيعقده في بيت الوسط موقفه من الإستحقاق الإنتخابي المرتقب، ومن قضايا وملفات أخرى.

منذ عودته إلى لبنان فجر يوم الخميس الماضي، بعد غيابه فترة عن لبنان، لم يعلن الحريري موقفه من كل الإستحقاقات الداهمة، ولا ردّ على أيّ تساؤل طرح على جميع المستويات، تاركاً للتسريبات التي تدفقت بكثرة من كلّ حدب وصوب أن تحتل صدارة الأحداث والتحليلات.

طوال الأيّام الأربعة الماضية زار الحريري أكثر من مسؤول، واستقبل العديد منهم في منزله، من غير أن يُصرّح بعد هذه اللقاءات هو أو من التقاهم، سرّاً أو علانية، بموقف معيّن يزيل الكثير من مشاهد اللغط والبلبلة والإرباك والغموض التي سادت في أوساط قاعدة الحريري السّياسية والشّعبية في تيّار المستقبل، أو في بقية الأوساط السياسية التي سادها الترقب على نطاق واسع.

لكنّ الحريري، وتحت ضغط الجموع الشّعبية لقاعدته الزّرقاء التي توجّهت نحو بيت الوسط تحت زخات المطر، رافعين صوره ورايات تيّار المستقبل، ومردّدين هتافات مؤيّدة له، خرج عليهم الحريري ليقول لهم إنّ “هذه أيّام صعبة، وأشكركم على وجودكم ومحبّتكم، وأطلب منكم أن تسمعوني غداً، لأنّني أريد أن أؤكّد مجدّداً لكم أنّ هذاالبيت بيتكم، و”رح يضل مفتوح لإلكن ولكلّ اللّبنانيّين وما رح يتسكّر”.

خلال الأيّام الأربعة الماضية سال حبر كثير حول موقف الحريري من الإنتخابات، ومن ترشّحه أو لا، وأنّه إذا ما أعلن اليوم عزوفه فإنّه سيؤكّد بقاءه في السّاحة المحلية وأنّ تيّار المستقبل سيشارك في الإنتخابات المقبلة، ولن ينسحب من الحياة السّياسية، حتى أن ما يُنتظر أن يدلي به اليوم لن يكون سوى تأكيد لما جرى تسريبه، إلا إذا كان الحريري يخفي “مفاجأة” لم يعلن عنها وسيكشفها اليوم، ناسفاً كلّ الكلام الذي قيل في الأيّام الأربعة الماضية، مع أنّ هذا التوقّع يبدو احتمالاً ضعيفاً.

وعليه، فإنّ السّؤال الذي سيُطرح اليوم وفي الأيّام المقبلة، ماذا بعد؟، أو حسب مقولة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الشهيرة “إلى أين؟”، وهو سؤال لا يجد أجوبة عليه، لا هو ولا بقية الأسئلة الأخرى، لأن خطوة الحريري، كيفما كانت، لم تترك مساحة واسعة من التفكير لتلمّس وتبصّر المرحلة المقبلة، ولا كيفية مقاربتها، ولا التعاطي معها سلباً أو إيجاباً، إذ يبدو من حجم الصدمة في الأوساط السياسية كافّة بأنّ خطوة الحريري لم تكن منتظرة أو متوقعة، مع اعتراف الجميع تقريباً، بمن فيهم تحديداً الحريري وفريقه السّياسي والمقربين منه، وإدراكهم في قرارة أنفسهم أنّ “أزمة” عميقة يعانيها زعيم التيّار الأزرق، شكلاً ومضموناً، في الفترة السّابقة، وبأنّ خروجه منها لن يكون بسهولة أبداً، ولن يكون ذلك بلا ارتدادات واسعة وعلى أكثر من مستوى.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal