يستمر فيروس كورونا في التفشي مصدّراً للعالم “اوميكرون” متحوّره الجديد مرغماً مختلف الدول على إعادة فرض الحظر الجزئي او الكلي والتشدد في الالتزام بالتدابير الوقائية. في لبنان، وكما العام السابق، أدت فترة الأعياد وما يرافقها من احتفالات الى تسجيل ارتفاع كبير في الإصابات بالفيروس التاجي، مسجلاً في آخر حصيلة له 2994 إصابة و20 حالة وفاة. هذا وتشهد المستشفيات والمختبرات اقبالاً كثيفاً على اجراء فحوص ال PCR. فهل فعلاً وصل اوميكرون الى لبنان؟
في السياق، يشير الاختصاصي في الامراض الجرثومية الى انه “بحسب تقديراتنا، فإنّ معظم الإصابات الحالية بفيروس كورونا هي بالمتحور “اوميكرون”، الا ان هذا الامر لم تؤكده الدراسات بعد”. لافتاً الى انّ “معظم العوارض تأتي اكثر لناحية الحلق والانف وليس الرئتين. أي ان الحالات التي نراها هي اقرب الى الرشح من الالتهابات الرئوية”.
الى ذلك، يؤكد عازار انه “رغم ارتفاع مستوى التفشي الوبائي، الا ان ما يبعث على الاطمئنان قليلاً هو الانخفاض في نسبة الإصابات التي يلزمها دخول المستشفى وحالات وفاة”. ويضيف “لا ادري ما اذا كانت كل الحالات الايجابية ترصد لا سيما وان العديد من الناس يلجؤون الى فحص ال ANTIGEN، وهذه الحالات غير مبلّغ عنها كما ان العديد من الناس لا يجرون الاختبار لتأكيد اصابتهم بالفيروس من عدمها.
وحول عدد الاسرّة المخصصة لاستقبال مرضى كورونا في المستشفيات، يقول “عدد الاسرة في المستشفيات غير ثابت، فهو يتغير بحسب قدرة المستشفى سواء لجهة الإمكانات المادية او لناحية الطواقم الطبية والتمريضية وصولاً الى كلفة دخول المستشفى. ومن غير المعروف عدد الاسرة العادية وتلك التي في العناية الفائقة. لكن وبحسب التقرير اليومي لوزارة الصحة العامة فإن العدد الإجمالي للناس الذين يدخلون المستشفى جراء اصابتهم بفيروس كورونا مرتفع.
الدكتور عازار الذي “يستبعد الوصول الى اقفال عام للبلاد اذا بقي عدد الوفيات منخفضاً”، يؤكد ان “الوقاية ضرورية والاهم هو عدم مخالطة الناس من دون كمامة لا سيما في الأماكن المغلقة، كما تفادي التجمعات غير الضرورية”.
ويكمل “التشخيص المبكر ضرورة. فالخضوع لفحص ANTIGEN عند بدء ظهور العوارض يساهم في عزل الشخص المصاب عن غير المصاب وبالتالي يحد من انتشار الفيروس”.
اذاً، مع تفشي اوميكرون بسرعة كبيرة يبقى تلقي اللقاح والجرعات المعززة له كما الالتزام بالإجراءات الوقائية من تباعد اجتماعي وارتداء للكمامة وتعقيم اليدين الحل الوحيد لمواجهته. فهل يعتبر اللبنانيون من تجربة العام الماضي ام اننا سنكون امام سيناريو مشابه؟
Related Posts