رغم سرقة العصر التي طاولت تعبهم وجنى عمرهم الذي جمعوه بعرق الجبين، لم يفقد ابناء لبنان المغتربين ثقتهم بوطنهم وبضرورة مساعدة اهلهم والمحتاجين لاسيما في زمن الاعياد.
هذا الامر عكسته كمية المساعدات والحصص الغذائية التي تم توزيعها على العائلات المحتاجة مؤخراً والتي تنوعت بين مواد غذائية وادوية وحليب وزيوت نباتية الى اللحوم والدجاج والبيض وذلك من دون ضجيج ومن دون التقاط الصور امام الكاميرات عملاً بما قاله السيد المسيح في انجيل متى ” اما انت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك” وعملاً ايضاً بما جاء في الحديث النبوي الشريف “ما نقص مال عبد من صدقة”.
يقول احد المغتربين في فرنسا انه كفر بالطبقة السياسية كلها، ولكنه لا يستطيع ان ينام وهو يعلم ان هناك اناساً تجوع في وطنه، لافتاً الى ان المصارف سرقت جنى عمره بالتواطؤ مع السياسيين، وهو اليوم يكافح مجدداً لتأمين مستقبل لائق لعائلته، ولكن هذا لا يجعله يفقد حبه لاهل بلده ومساعدة المحتاجين فيه كما لم يفقده تعلقه بوطنه الذي لن “ازوره طالما بقيت هذه الطغمة الحاكمة”، مؤكداً ان هناك سبلاً عدة للخروج من المصائب التي اوقعوا البلد واهله فيها لكنهم يفضلون مصالحهم على مصلحة وطنهم.
من جهتها تؤكد سيدة مغتربة في قطر انها فقدت ايمانها بامكانية احداث تغيير ما من قبل سياسيين لم يفعلوا شيئاً سوى تقاسم الحصص واعادة بلدهم الى زمن العصر الحجري حيث لا ماء ولا كهرباء ولا مقومات عيش، مؤكدة ان انسانيتها لا تسمح لها ان تقف موقف المتفرجة لذا بادرت الى تأمين مساعدات لاهالي بلدتها عملاً بمقولة “بحصة بتسند خابية” ما يساعدهم على الصمود في هذا الزمن الصعب.
اما احد المغتربين في الامارات، فيؤكد ان المبادرات الفردية اساسية في هذه الظروف لان القيمين على البلد يعيشون في كوكب اخر ولا ينصتون لوجع الناس ومعاناتهم، مؤكدا انه سيستمر وعلى قدر ما تسمح إمكانياته بارسال المساعدات الى الاهل والجيران والاقارب وكل من يعلم انه بحاجة “لاننا ان لم نقف الى جانب بعضنا ويسند احدنا الاخر سيقع الجميع والمسؤول اخر همه”.
تقول الاحصاءات انه لولا تدفق مساعدات المغتربين لاهلهم لكانت امور اللبنانيين اخطر بكثير مما هي عليه اليوم وان النسبة التي لا تزال صامدة ولم يطلها الجوع حتى الساعة تعود للاهالي الذين لديهم ابناء واقارب في الخارج.
Related Posts