أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم وتوجه بالتعزية لعوائل الشهداء الذين ارتقوا الخميس الماضي في مجزرة الطيونة وتمنى الشفاء للجرحى. وبدأ نصرالله حديثه بتناول أحداث الطيونة، ووصفها بأنها مهمة وخطيرة ومفصلية.
وأكد أنه هناك حزب في لبنان يريد أن يجعل أهالي جوار الضاحية الجنوبية يشعرون دائماً بالخوف والقلق. هناك حزب يريد أن يجعل أهلنا في عين الرمانة وفرن الشباك يعتقدون أن أهل الضاحية الجنوبية أعداء لهم.
هناك من يستغل أي حدث في لبنان لإثارة قلق المسيحيين. هناك حزب بلبنان يمارس التحريض لتحقيق أهداف ذات صلة بالزعامة وما يعرضه من أدوار على جهات خارجية وتابع قائلاً: “الهدف من إثارة المخاوف هو تقديم هذا الحزب نفسه في لبنان على أنه المدافع الرئيسي عن المسيحيين”.
وأضاف: “حزب “القوات اللبنانية” واصل هجماته علينا منذ سنوات طويلة فضلاً عن حملات التخوين والسباب والشتائم التي كانت تطالنا من قِبلِه، و”حزب الله” هو المستهدف الأول في لبنان و”القوات اللبنانية” تريدُ أن تصور الحزب على أنه عدو المسيحيين ويريد احتلال مناطقهم وتغيير هويتها”.
وأضاف: “المسيحيون في لبنان هم المادة التي يتم العمل عليها لزعامة شخص وهيمنة حزب وخدمة مشاريع خارجية”.
وأكد أن ما ظهر من تسليح وتدريب يؤكّد أنّ هناك ميليشيا مقاتلة لحزب “القوات”، والبرنامج الحقيقي له هو الحرب الأهلية لحشر المسيحيين في منطقة معينة ديموغرافياً. فمنذ خروج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من السجن وهو يبحث عن عدو والعدو الذي يمكن أن يعمل عليه ويبني بازارا وتجارة عليه مع دول اقليمية كان “الحزب” ويحاول اقناع المسيحيين أن هذا هو العدو الذي يريد اجتياح مدنكم وتبديل هويتكم.
وتابع قائلاً: “جعجع حرّض بعض الحلفاء القدامى قبل أشهر على المواجهة مع حزب الله”.
وأشار إلى أنه “عام 2017 عنما احتجز الرئيس الحريري وقف بجانبه الرئيس عون والرئيس بري وحزب الله وجزء من تيار المستقبل أما سمير جعجع فقد غدر به وحاول تأجيج الوضع وجرّ البلد الى حرب أهلية”.
وأشار السيد إلى أن حزب القوات لا يترك لغة الحرب القديمة ولغة التقسيم وهو من حضّر مسرح الجريمة الأخيرة في الطيونة. فكل ما صدر عنهم من تصريحات ومواقف كان تبنيا كاملا لمجزرة يوم الخميس.
وأكد أن الحزب أخذ تطمينات من الجيش اللبناني الذي طلب منه الانتشار بكثافة في المنطقة، وسلمنا رقابنا ودماءنا للجيش وللدولة اللبنانية.
وتوجه نصرالله إلى المسيحيين قائلاً: “ما فعلناه عام 2000 نعتبره مساراً صحيحاً ولم نتعرض حتى للعملاء الذين عذبونا وقتلونا. فلا حزب الله ولا حركة أمل ولا الشيعة ولا المسلمين في لبنان عدو للمسيحيين”.
وتابع قائلاً: “عندما برزت داعش والارهاب التكفيري ودخلوا الى جرود عرسال والسلسلة الشرقية من كان حليف هؤلاء واعتبرهم ثواراً وتمنى لهم الانتصار في سوريا وارسل لهم السلاح والتمويل؟ حزب القوات اللبنانية وآخرون. من دافع عن المسيحيين والمسلمين في بعلبك الهرمل؟ أهل المنطقة وحزب الله وبعدها جاء الجيش اللبناني لانه كان ممنوعاً عن الدفاع بقرار سياسي أميركي. من الذي دفع الخطر عن الوجود المسيحي في البقاع القوات اللبنانية أو حزب الله؟ خيرة شبابنا استشهدت في هذه المعارك”.
وأضاف: ” في 25 أيار 2000 ماذا حصل في الشريط الحدودي؟ هل قتل أحد وهل احرق بيت أحد وهل اعتدي على دير أو على كنيسة؟ كل من تم توقيفهم من العملاء سلموا الى الجيش اللبناني ولم نحاكم حتى من قاتلونا و”نحنا صوص ما قتلنا”. فاكبر تهديد للوجود المسيحي واللبناني هو حزب القوات اللبنانية ورئيسه، فلو انتصر في سوريا الطرف الذي دعمته القوات اللبنانية لما بقي كنيسة ولا دير. حلفاء القوات اللبنانية الاقليميون والدوليون دعموا التكفيريين الذين هجّروا المسييحيين من العراق”.
وفي العنوان الثاني، تناول السيد تفاهم مار مخايل بين الحزب والتيار الوطني الحر، فأول من وقف في وجه هذا التفاهم كان حزب القوات ورئيسه. أما حزب الله فقد تجاوب مع كل طرح حوار في البلد وأنجز التفاهم مع التيار الوطني الحر قبل نحو 15 عاماً، فهم الحزب الأساسيه كان منع الفتنة السنية الشيعية التي كان يسعى إليها حزب القوات اللبنانية ورئيسه.
وأضاف: “نحن رحبنا بالتفاهم الذي توصل إليه التيار مع حزب القوات في معراب لأننا نؤيد التواصل”.
وأشار إلى أن “لا حزب الله ولا أحد شيعي تحدث بالمثالثة، بل هي فكرة طرحها الفرنسيون أيام الرئيس جاك شيراك على الايرانيين والايرانيون، سألونا عنها وأعطينا مع الرئيس بري جوابا رافضا لها ولم نقل ذلك لأحد ولم نبع ذلك لأحد. فالدولة هي ضمانة كل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين ونحن نحافظ على المناصفة”.
وتابع قائلاً: “قانون الستين الانتخابي لم يكن لصالحنا ولأجل حلفائنا المسيحيين مشينا به و قبلنا به “لعيون المسيحيين”، وايدنا والرئيس بري القانون الأرثوذوكسي لأن حليفنا المسيحي قال إنه يحصل التمثيل المسيحي الصافي ومن نسفه هو حزب القوات اللبنانية”.
ونصح نصرالله حزب “القوات اللبنانية” ورئيسه التخلي نهائيًّا عن فكرة الاقتتال الداخلي والحرب الأهلية مشيراً إلى أن “أي عمل يؤدّي إلى اقتتال لازم يشيلو من راسو لأنّو عم يحسب غلط”.
وتوجه إلى جعجع قائلاً: “قولكم أن حزب الله أضعف من منظمة التحرير الفلسطينية “خطأ كبير”.” وأضاف: “قعدوا عاقلين وتأدّبوا وخدوا عبرة من حروبكم وحروبنا.. إنت مع مين بدّك تعمل اقتتال داخلي؟ نحنا أبداً مش ضعاف ولا مرعوبين” وخذ علماً بأنّ الهيكل العسكري لـ”حزب الله” وحده يضمّ 100 ألف مقاتل”.
وأكد أن على الدولة وكل اللبنانيين الوقوف في وجه هذا السفاح والمجرم من أجل منع الحرب الأهلية. وفي سياق متصل، أكد نصرالله على حق حزب الله بالتظاهر سلمياً كغيره وأقام لجنة مؤلفة من 2000 شخص وليس دعوة شعبية. وأضاف: “لم نوجه أي دعوة شعبية ولم تكن في نيتنا أي اقتحام أو اعتداء بل مجرّد تظاهرة سلمية”.
وأقر نصرالله أنه جرى إطلاق شعارات واستفزازات في الطيونة وهو خطأ لكن بعد ذلك بدأ إطلاق النار وسقوط شهداء، مطالباً بتحقيق جاد وسريع بمجزرة الطيونة ومحاسبة المسؤولين. وأكد أن البيان الصحيح هو الذي صدر أول مرة عن الجيش وعن وزير الداخلية وأول الشهداء من حركة أمل.
وعن الفيديو الذي انتشر للعنصر في الجيش اللبناني وهو يطلق النار باتجاه المتظاهرين، طالب نصرالله بمعرفة ما إذا كان الجندي الذي أطلق النار على المتظاهرين المدنيين قد تصرف انفراديا أو بأموامر، ويجب ان لا يكون هناك مسامحة من قبل قيادة الجيش. ولفت نصرالله إلى أن مؤسسة الجيش هي الضمانة الوحيدة لبقاء لبنان ووحدته وإذا فرّط الجيش ينهار البلد، فعناصر الجيش اللبناني هم إخواننا وأعزاؤنا وهم جزء من المعادلة الذهبية التي نتمسك بها.
وتوجه نصرالله إلى جمهور المقاومة قال: “لا أحد يأخذنا على المشكل الذي تريده أميركا والشيطان الأكبر و”اسرائيل” و”القوات اللبنانية”وهذا لا يعني أنه اذا ضابط أو جندي ارتكب جريمة يجب أن نسامحه لا ابدا بل يجب أن نطالب بالتحقيق والمحاسبة لأجل تصويب الأمور”.
وأكد أننا “لم نترك دم أخوتنا في خلدة “على الأرض” بل قام الجيش اللبناني باعتقال المسؤولين ومنهم من سلّم نفسه وقد تابعت هذا الملف شخصياً”، وأضاف: ” إذا لم تحصل محاسبة في معركة الخميس لكلّ حادث حديث و”نحنا ما منترك دم إخواننا على الأرض”.”
وفي موضوع تحقيقات انفجار المرفأ، أكد نصرالله أن الحزب حريص على معرفة الحقيقة لأنه تم استهدافه منذ اللحظات الأولى لتفجير المرفأ، فحين يتحول مسار العدالة إلى مسار آخر وإلى استنسابية واستهداف سياسي لا يحق لنا السكوت.
ولفت إلى أن “حزب القوات اللبنانية هو أول المستغلين لتفجير مرفأ بيروت ولن ننكفئ عن هذا الملف وأخذنا الأمر على عاتقنا من أجل أن يعرف أهل الشهداء الحقيقة وأسباب عدم صدور التقرير التقني”.
وتابع قائلاً: “حين أخذنا الأمر على عاتقنا لم يكن أحد يتهمنا قبل أن تقوم قناة “ام تي في” بتلقيم أحد الشهود”.
وسأل: “هل مطالبتنا بتغيير القاضي هو تهديد فيما ترهيب الأميركيين في حال تغييره ليس تهديداً؟” وأكد أن أكثر من يتحملون مسؤولية تفجير المرفأ هم القضاة الذين أذنوا بدخول مادة النيترات إلى المرفأ.
Related Posts