حرب باردة بين فنيدق وعكار العتيقة.. والدولة في خبر كان!… نجلة حمود

هدأت أصوات القذائف والرصاص فتوقفت حرب النار التي إندلعت على مدار يومين بين الجارتين فنيدق وعكار العتيقة والتي أسفرت عن سقوط ضحيتين لا ذنب لهما، هما المهندس الشاب رامي البعريني، والأب لأربعة أولاد هو غازي ميتا،  لتندلع مكانها حربا من نوع آخر، حرب على مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجت بهاشتاغ #قموعتنا-العتيقة، مقابل هاشتاغ #فنيدق-القموعة.

لم يتعب أبناء البلدتين من إستحضار صراعات الماضي والخلاف العقاري على حدود البلدتين، وراح كل فريق يستعرض الأوراق التي تثبت ملكيته لسهلة القموعة، وسط صمت مريب من قبل المسؤولين في الدولة.

 الحرب الباردة أخطر من حرب النار لأنها تظهر ما في النفوس من حقد دفين بين ابناء المنطقة الواحدة، ما يعني أن الهدنة الحالية يمكن أن تخرق بأية لحظة، خصوصا أن السلوك الاستفزازي الذي إعتبره البعض غير مقبول على الاطلاق لجهة إغلاق الطرق المؤدية الى القموعة من قبل أبناء فنيدق عند كل إشكال يحصل بين البلدتين، حيث عمد أبناء فنيدق الى إغلاق كل الطرق والمعابر الحدودية للقموعة مع جيرانها وتحديدا تلك المتصلة مع عكار العتيقة، وهي التي تتصل بحدودها الشاسعة الممتدة من منطقة أكروم عند الحدود اللبنانية ـ السورية مروراً بعندقت، القبيات، عكار العتيقة، فنيدق وصولاً الى قضاء الضنية، ومع محافظة البقاع لناحية جرود الهرمل.

هذا التصرف دفع بعائلة الضحية غازي ميتا الى الدعوة لتحرك سلمي وفتح الطريق المؤدية الى القموعة، وتم إعطاء مهلة يومين للقوى الأمنية وإعلام جميع الأجهزة الأمنية بضرورة التحرك فورا والا سيتولى الأهالي الأمر.

وسط هذه الضجة تبدو القوى والفاعليات السياسية والمسؤولين في الدولة اللبنانية وتحديدا الوزارات المعنية في غيبوبة تامة، وإذ يبدو تيار المستقبل أكثر المحرجين، لكون بلدة فنيدق مسقط رأس مسؤولي وقيادات المستقبل في عكار فهي بلدة نائب المستقبل وليد البعريني، وبلدة مفتي عكار السابق الشيخ زيد بكار زكريا، وبلدة منسق تيار المستقبل عبد الاله زكريا، أما عكار العتيقة فهي البلدة التي أعطت المستقبل دائما دون مقابل، والتي لطالما إشتكت لدى زعيم المستقبل سعد الحريري طالبة الحل، وهو إعلان القموعة نظرا لأهميتها البيئية محمية طبيعية، لكن هذا المطلب لم يصل الى آذان المسؤوليين الى أن سفكت الدماء بين البلدتين.

ذهب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعيدا الى حد ابراز خرائط عقارية تثبت ملكية كل فريق في القموعة، وتبادلوا الاتهامات بالتهريب، ما ينذر بخطر أكبر من الاشتباكات التي حصلت، ما يستدعي تدخلا فوريا من الأجهزة المعنية في الدولة لوقف هذا السجال الافتراضي الذي قد ينتقل بالحديد والنار الى الأرض في أي لحظة.


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal