ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات توثّق مرور طيران إسرائيلي حربيّ فوق الاراضي اللبنانية.
قد تبدو القصة عادية، تتكرر بين الحين والآخر.. لكن ما كان لافتًا هو التهليل المسموع في خلفية هذا الطيران المعادي من قاعدة “أن نُقصف فعليا لن يكون أسوأ مما يحصل لنا في ظل البؤس اللبناني واليأس المستشري في مجتمعنا”…
الموت في بلادي أصبح فنًّا تمتهنه سلطة ما عاد يشبعها غير الدم وما عاد يثنيها أمر. فمنذ جريمة 4 آب ونحن نعيش في كلّ يوم حالة “صحوة موت” بانتظار ذاك الموت النهائي المعتِق من الشقاء… شعب اختبر في غضون سنة ميتات مختلفة الطابع واضحة الهدف: زرع اليأس!
في ظل هذا الجو الدمويّ، يعاني الموت في لبنان من “لعيان” مزمن، اشمئزاز من وضع سلب منه لذة الابتسام زهوًا عند اقتناص الأرواح… هو لم يعد جائعًا، أتخمته الوجبات الدسمة التي تلقيها سلطتنا المستهترة على بابه: هي تقرر وتختار، تقتل وتمشي في الجنازة، تستنكر و”تولول”، ثم تبتسم في سرّها لأنّ استشراس المصائب وقودٌ لاستمرارها، ويأس شعب كامل أملٌ في بقائها..
كأن هناك لائحة بأنواع الموت وضعها حكامنا، واختر أيها اللبناني أيها تريد لتصلك الى عتبة بيتك من دون كلفة توصيل:
الموت في انفجار او في حريق متفجّر، الموت من شح دواء واقفال مستشفيات بالجملة، الموت اختناقا من دون كهرباء، الموت قهرًا على جنى العمر الذي سرقته “الاوليغارشية” المتحكمة برقابنا، الموت من ضجر الأحلام، الموت من انتظار فرج لن يأتي، الموت غيظًا، الموت إنتحارا لفقدان أي أمل، الموت حبًّا بالموت…..
بقي لنا الهواء لم تمتصّه السلطة بعد، مع أنّه مسموم مشحون بتلوّث الأفكار والفساد والطائفية والمحاصصة والتفلّت من العقاب والمحسوبيات وحكم القوي على الضعيف…
الى هذا الدرك وصلنا، قعر القعر ان نتمنى اما الهجرة المخلِّصة من البؤس المستفحل أو الموت بأمان بعيدًا عن مخططات قتلنا…
خلاصة الموضوع: محظوظ في لبنان من يموت خلسة عن السلطة…
مواضيع ذات صلة: