في غضون أسبوع واحد، أعلنت 3 محطات محروقات رئيسية في الضنية إقفال أبوابها نهائياً، وتوقفها عن العمل، فقامت بنزع آلات ومعدّات التعبئة منها، بسبب الإشكالات العديدة التي وقعت أمامها، والتي سقط بسببها ضحايا وجرحى وأضرار مادية ومعنوية، ما جعل أصحاب المحطات يقفون بين خيارين: الأول الإستمرار في العمل وسط أجواء من الفوضى والإشكالات اليومية والتضارب وإطلاق الرصاص وسقوط قتلى وجرحى، أو الإقفال وتجنّب كلّ وجع الرأس، فكان الخيار الثاني قرار محطات معينة.
بعد الحادث المؤسف الذي شهدته محطة الشّحروق في بلدة بخعون يوم الإثنين الماضي في 9 من شهر آب الجاري، والإشكال الذي حصل أمامها حيث استخدم فيه الرصاص، وكانت نتيجته سقوط ضحية هو محمد عبد الرزاق عبيد وثلاثة جرحى، توقفت المحطة منذ ذلك الحين عن العمل نهائياً، ويبدو أنّ عودتها إلى سابق عهدها سيكون بعيداً، وأنّ غيبتها ستطول.
بعد ذلك بأيّام، وتحديداً في 16 من شهر آب الجاري، كانت محطة الرياحين في بلدة بخعون أيضاً، وهي إحدى المحطات الرئيسية في البلدة والمنطقة، تقوم بنزع معدات وآلات التعبئة منها، ونقلها إلى مكان آخر، وتوقفها عن العل نهائياّ، بسبب الإشكالات اليومية التي كانت تشهدها بين المواطنين على خلفية افضلية الدور، وتجنباً لمشاكل أخرى ينتظر أن تقع مستقبلاً في ظل استفحال أزمة المحروقات، وعدم بروز أي أمل بحلّ قريب لها.
بعد ذلك بيوم واحد، أي في 17 آب الجاري، كانت محطة هوشر في بلدة سير، وهي كذلك من المحطات الكبرى في البلدة والمنطقة، تعلن إغلاق أبوابها حتى إشعار آخر، وقامت بنزع المعدات ورفعها من مكانها. وقد برّر أصحاب المحطة قرار الإقفال بأنّه اتخذ بعد التعديات التي طالت المحطة وعمال المحطة ومالكها من شبّان من عائلات مختلفة في الضنية، ولعدم الإلتزام بالتنظيم والوقوف في الطابور، ممّا خلق الكثير من الإشكالات بين أبناء المنطقة، التي كاد آخرها أن يصل إلى مكان لا تحمد عقباه لولا تدخل العقلاء من العائلات الضناوية.
لكن أول محطة محروقات أقفلت أبوابها في الضنّية كانت في بلدة بيت الفقس، عندما توقفت المحطة الوحيدة في البلدة عن العمل في 24 تموز الماضي، بعد إشكالات وقعت أمامها بين مواطنين على خلفية أفضلية تعبئة خزّانات سياراتهم بالوقود.
ومع أنّ محطة الغزال تقع في بلدة علما قضاء زغرتا، أيّ خارج نطاق الضنية، لكنّ وجودها على الطريق الرئيسية التي تربط طرابلس بالمنطقة، جعل أهالي المنطقة أكثر المستفيدين من خدماتها، لكنّ أصحابها وبعد إشكالات عديدة وقعت أمامها، إتخذوا في 14 تموز الجاري قراراً بإقفال أبوابها ورفع معداتها من المكان.
إقفال محطات المحروقات المذكورة أبوابها لا يدلّ فقط على حجم الأزمة التي عانتها وتعانيها الضنية على هذا الصعيد، بل يعطي مؤشراً على حجم الأزمة المقبلة عليها في المرحلة المقبلة، بعدما أقفلت أبرز محطات المحروقات فيها أبوابها، من غير توافر أي بديل لها، ما يعني بكلّ بساطة أنّ أيّاماً صعبة تنتظر الضنية في المدى المنظور.
مواضيع ذات صلة: