بالتزامن مع الذكرى السنوية الاولى لانفجار المرفأ، انطلق المؤتمر الدولي في باريس لدعم لبنان.
وقالت الرئاسة في بيان لها إنه “مع تدهور الوضع في لبنان، تقدّر الأمم المتحدة الحاجات الجديدة للسكان التي يجب الاستجابة لها بأكثر من 350 مليون دولار”.
ويغرق لبنان في انهيار اقتصادي غير مسبوق، صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.
و في افتتاح المؤتمر تحدث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فقال: الوضع في لبنان يتدهور باستمرار والشعب اللبناني يمكن أن يعتمد على المجتمع الدولي وأزمة لبنان ناجمة عن الفساد وتفكك النظام السياسي.
و أضاف “في الأشهر المقبلة سنقدّم مساعدات باليورو للشعب اللبناني لدعم التعليم والتربية والعائلات والتلامذة وسنضاعف مساعداتنا الغذائية والطبية، ففرنسا ستقدم مساعدات طارئة إلى لبنان بأكثر من 100 مليون يورو”
كما أعلن ماكرون عن “مساعدة طارئة وملحة في موضوع نشاطات المرفأ وسنستمر في العمل لكي تكون مساعدتنا موجهة مباشرةً إلى الشعب اللبناني بشكلٍ شفاف”.
ورأى الرئيس الفرنسي انه ” يجب تشكيل حكومة لبنانية وتطبيق خريطة الطريق التي وضعت قبل أكثر من عام ولن يُصرف أي شيك على بياض للنظام السياسي القائم”.
بدوره تحدث رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون فقال: “سنة مرت على الكارثة التي ضربت قلب بيروت، ولا تزال جرحاً نازفاً في وجدان كل اللبنانيين، ولا يزال السعي الى الحقيقة وإحقاق العدالة الكاملة مطلباً لكل لبناني، وحقاً بديهياً، خصوصاً لمن أصابته الخسارة في الصميم، أهالي الضحايا الذين سقطوا في ذلك اليوم المشؤوم.
سبق والتزمت أمام اللبنانيين بتحقيق العدالة وبمحاسبة كل من يثبت التحقيق تورطه، وأكرر التزامي اليوم، وأؤكد أن لا أحد فوق سقف القانون مهما علا شأنه، وليذهب القضاء إلى النهاية في التحقيق والمحاكمات، حتى تبيان الحقائق وتحقيق العدالة المنشودة.
وبعد مضي عام على فاجعة الرابع من آب 2020، لا تزال التداعيات المدمرة تنعكس على جميع المستويات الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والتربوية، فتُفاقم الأزمات التي تعصف بوطننا.
لبنان يمر اليوم بأصعب أوقاته، معدل غير مسبوق للفقر، جائحة كوفيد 19، نقص حاد في الأدوية، ناهيك عن العبء الثقيل للنزوح السوري، والحصار المفروض حولنا والذي يحرم لبنان من مداه الحيوي، لذا لم يعد بإمكانه انتظار الحلول الإقليمية ولا الكبرى.
ولا شك انّ لبنان بحاجة الى كل مساعدة ومساندة من المجتمع الدولي بعد تحديد الاحتياجات والأولويات؛ مساعدات انسانية واجتماعية وصحية شعبنا بأمس الحاجة اليها، مساعدات تساهم في استمرار الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون.
إنّ إعادة التشغيل الكامل لمرفأ بيروت، الشريان الحيوي للاقتصاد اللبناني هو ضرورة ملحّة، ولبنان الذي يضع في قمة أولوياته تأهيل وتطوير هذا المرفق يرحب بأي جهد دولي في هذا الإطار.
غرقت البلاد لأشهر خلت في أزمة سياسية طغت فيها للأسف تفاصيل التشكيل على البرنامج اي المشروع الإنقاذي للحكومة.. اليوم نحن في مرحلة جديدة وآمل تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات والتحضير للانتخابات النيابية بالتوازي مع بناء الثقة مع شركائنا الدوليين والتواصل مع صندوق النقد الدولي”.
وختم عون معتبرا انه ” لا بد من التأكيد أن المبلغ العائد لحقوق السحب الخاصة والذي سيستفيد منه لبنان من صندوق النقد الدولي في أيلول المقبل يجب استعماله بتأنٍّ وتوظيفه بأفضل طريقة لمواجهة الانهيار وبدء الاصلاحات”.
مواضيع ذات صلة: