لماذا لا يريد الحريري تقديم تشكيلة من 24 وزيرا الى عون؟!… غسان ريفي

دخل تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة شهره التاسع، من دون أن يكون هناك أية بوادر لولادة طبيعية أو قيصرية، في حين تتجه الأمور نحو مضاعفات قد تؤدي الى وفاة ″المولود″ المنتظر وإنهاء هذه المرحلة بالاعتذار وتكليف شخصية أخرى للقيام بهذه المهمة.

في غضون ذلك، يدخل مناصرو التيار الوطني الحر وتيار المستقبل في مراهنات تصل الى حدود التحدي، حيث يؤكد البرتقاليون بأن الحريري ذاهب للاعتذار لا محالة وأنه لن يستطيع مواجهة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس تياره جبران باسيل، فيما يؤكد “الزرق” أن الحريري لن يعتذر وهو لن يقدم إنتصارا لخصومه وأن الحل يكمن في إستقالة رئيس الجمهورية.

ثمة مؤشرات واضحة، بأن الرئيس الحريري بات قاب قوسين أو أدنى من الاعتذار، إلا في حال حصول تطورات إيجابية خلال الأيام القليلة المقبلة يستبعدها كثيرون، خصوصا أن لا أجواء محلية أو إقليمية توحي بذلك.

من أبرز هذه المؤشرات، إبلاغ الرئيس الحريري الرئيس نبيه بري خلال اللقاء الذي عقد بينهما في عين التينة أمس، برفضه تقديم تشكيلة حكومية من 24 وزيرا الى الرئيس ميشال عون، وأنه بات يميل أكثر الى الاعتذار، في وقت أصر فيه بري على رفض هذا الاعتذار إلا في حالة واحدة هي أن يسمي الحريري شخصية سنية لخلافته، وقد طلب بري من الحريري أن يأخذ فرصة للتفكير العميق قبل أن يحسم أمره، ضاربا له موعد لقاء ثان في غضون الساعات المقبلة لاتخاذ القرار النهائي.

يضاف الى ذلك، كلام السيد حسن نصرالله أمس الذي أشار الى عودة الرئيس الحريري الى بيروت، وأعلن أن إجتماعات عدة ستعقد في غضون يومين أو ثلاثة ستكون كفيلة برسم المشهد الحكومي بشكل واضح، لافتا الى أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة رافضا التحدث بهذا الأمر الآن..

كلام نصرالله يشير الى أن أمرا ما سيحصل على الصعيد الحكومي، وهو أيضا ما إختلف عليه المراقبون حيث أكد البعض أن “السيد” أصبح في أجواء إعتذار الحريري وتسمية شخصية أخرى، في حين رأى البعض الآخر أن نصرالله يتطلع الى حلحلة ما، خصوصا أن الثنائي الشيعي لا يريد إعادة تجربة الرئيس حسان دياب، وهو ما يزال يتمسك بالحريري.

ومن المؤشرات أيضا ترؤس الحريري اليوم إجتماعا لكتلة “تيار المستقبل” حيث من المفترض أن يضع نوابه في أجواء القرار الذي سيتخذه سواء كان سلبيا أم إيجابيا، إضافة الى إجتماع رؤساء الحكومة السابقين الذين يشكلون جدار الدعم الذي يستند إليه الحريري.

هذا الواقع، يدفع كثير من المراقبين الى التساؤل، لماذا لا يريد الحريري تقديم تشكيلة حكومية من 24 وزيرا الى رئيس الجمهورية؟..

يقدم متابعون أكثر من إحتمال لقرار الحريري، لجهة أنه ما يزال على قناعة بأن هناك موانع إقليمية تحول دون تشكيله الحكومة، خصوصا أن الاجتماع الذي عقد على هامش إجتماع وزراء خارجية دول قمة العشرين بين الوزراء أنطوني بلينكن (أميركا) وجان إيف لودريان (فرنسا) وفيصل بن فرحان (السعودية) لم ينجح في إقناع السعوديين في رفع الحظر عن الحريري، وهذا الأمر بحسب المتابعين أبلغه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الى السفيرة الأميركية دوروثي شيا، وبالتالي فإن الفيتو السعودي على الحريري يحول دون إمكانية تشكيل الحكومة.

أو وبحسب رأي آخر، أن الحريري لا يريد أن يعطي رئيس الجمهورية فرصة جديدة لرفض تشكيلته بعدما سبق ورفض تشكيلة الـ 18 وزيرا، كما أنه يرفض أي تسوية مع باسيل في هذا الاطار.

أو أن تقديم التشكيلة الى عون من شأنه أن يحسم مصير الحريري، فإما أن يقبلها عون وتشكل حكومة، أو أن يرفضها ويعتذر، في وقت يبدو فيه أن الرئيس المكلف يسعى الى إستنفاد كامل الوقت كما المبادرات والوساطات، بإنتظار الوصول الى الاخراج المناسب لهذا الاعتذار.

في غضون ذلك، تتجه الأوضاع الاجتماعية والمعيشية نحو مزيد من التأزم، حيث تطال الأزمات كل تفاصيل الحياة اليومية، وكلما تحدث البعض عن حلحلة في ملف ما، تزداد الأمور سوءا، ما يؤكد إنسداد كل الآفاق، بإنتظار القرار النهائي للرئيس الحريري الذي يؤكد كثيرون بأنه آن الأوان لأن يحسم خياراته.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal