هل يدفع ″اليتم السياسي″ باسيل الى تدوير الزوايا؟..

خاص ـ سفير الشمال

تشير المعطيات الى أن الحاج وفيق صفا الذي كان شاهدا على ثلاثة إجتماعات بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والخليلين (المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله حسين خليل، والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل) لم يكن ليذهب مرة رابعة للقاء باسيل لولا وجود بعض الايجابيات في الأفق يمكن البناء عليه، وبالتالي تؤكد المعلومات أن أجواء اللقاء الذي عقد ليل أمس لم تكن سلبية بالكامل، بل أن هناك العديد من القواسم المشتركة سيعمل صفا على الاستفادة منها في إجتماع ثان سيعقد اليوم في دارة باسيل في البياضة.

تقول مصادر سياسية مطلعة: إن باسيل تلقى في وقت سابق إشارات من جهات مختلفة محلية وإقليمية ودولية، تدعوه الى البدء بتذليل العقبات تمهيدا لتشكيل الحكومة، وأن باسيل حرص على عقد مؤتمر صحافي في محاولة أخيرة لضرب مبادرة بري وسحب بساط التكليف من تحت أقدام الرئيس سعد الحريري، وهو عن سابق تصور وتصميم وضع السيد حسن نصرالله أمام مسؤولية تسليمه أمره وأمر من يمثل، وبالتالي فإن نصرالله الذي يقود اللعبة بدعم محور بري ـ الحريري، سيضطر الى تقريب وجهات النظر كونه الحكم الذي إختاره الجميع.

وتشير هذه المصادر الى أن الوضع الاقليمي بعد الانتخابات الايرانية والمفاوضات النووية في فيينا يتجه نحو الانفراج، ما يشكل اللحظة المناسبة للبنان لتشكيل الحكومة، وهذا ما لا يريد حزب الله التفريط به، خصوصا أن الأمور بلغت حدود اللاعودة على صعيد الاحتجاجات التي بدأت نماذج منها تظهر أمس بشكل يدعو الى الخوف.

وترى المصادر نفسها أن حزب الله لا يمكن أن يتجاوز الرئيس بري الذي سيكون أي حل متوافق مع مبادرته، في حين سيسعى ضمن المساحة المتاحة له لإرضاء باسيل الذي أرسل بعد مؤتمره الصحافي أكثر من إشارة إيجابية الى الحزب، ما يعني أنه في حال إستمرت الأمور على هذا المنوال ونجح الحاج وفيق صفا في الوصول الى صيغة توافقية نهائية فإن الحكومة ستتشكل برئاسة سعد الحريري في وقت قريب جدا.

وتضيف هذه المصادر: إن باسيل بات في وضع لا يُحسد عليه، وهو يشعر بـ”اليتم السياسي” نتيجة إنفضاض كل التيارات عنه، فضلا عن الجبهة المسيحية المؤلفة من بكركي والقوات اللبنانية وفلول 14 آذار والتي يشكل العداء لباسيل القاسم المشترك الذي يجمعها، الأمر الذي قد ينعكس سلبا على حضوره في الانتخابات النيابية، لذلك فقد تلقى باسيل نصائح عدة بأن إستمراره في هذا السلوك وصولا الى إبتعاد حزب الله عنه سيجعله مقطوعا من “شجرة سياسية”، وبالتالي فإن عليه تدوير الزوايا مع الحزب بالدرجة الأولى بما يسهل مهمته في ولادة الحكومة بداية، على أن يتولى الحزب بعد ذلك رأب الصدع بينه وبين التيارات السياسية  التي يمون عليها.

 


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal