مفتي طرابلس الشيخ محمد إمام: تشكيل الحكومة أهم من المعايير.. وسنبقى أوفياء للسعودية!..

خاص ـ سفير الشمال

بالرغم من إنسداد الأفق السياسي، والسوداوية التي تحيط بالمشهد اللبناني، يتحصن مفتي طرابلس الشيخ محمد إمام بالأمل والتفاؤل، إنطلاقا من الثقة بأن الله يبدل الأحوال، ومن التمسك بأصل الايمان الذي لا يعترف بالتشاؤم، حيث أن المؤمن دائم التفاؤل، وثقته بالله لا تتزعزع، فهو الرزاق في كل الأحوال وهو اللطيف بعباده، لذلك فلا الرخاء يدوم ولا الشدة كذلك، وإذا كان الرخاء شكرنا وإذا كانت الشدة صبرنا، وهذا هو الاسلام الذي علمنا إياه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.

لكن ذلك، لا يمنع المفتي إمام من الاشارة الى أن الكلمات تعجز عن وصف الوضع القائم، حيث كل شيء بات يدعو الى الاشمئزاز، وكلما قرأنا أو تابعنا نشرات الأخبار نسمع التحليلات التي تنبئ بالأسوأ وتتحدث عن مستقبل أسود وغد مجهول، ما يؤدي الى تنامي غضب المواطنين على المسؤولين الذين أوصلوا البلاد الى ما نحن فيه، وفي نفس الوقت لا يفعلون شيئا من أجل الانقاذ، لا بل يضعون العراقيل والعقبات التي تحول دون تشكيل الحكومة.

يقول المفتي الشيخ محمد إمام لـ″سفير الشمال″: نحن لسنا في ظروف طبيعية لكي يضع المسؤولون المعايير لتشكيل الحكومة، بل نحن في وضع إستثنائي خطير يتطلب حكومة إستثنائية من دون النظر الى أي أمر آخر، لذلك يجب الابتعاد عن كل المعايير الطائفية والحزبية والسياسية وعن المحاصصة غير الموجودة في الدستور، لأن إنقاذ البلاد والعباد أهم من كل ذلك، فاللبنانيون يريدون تشكيل الحكومة المناسبة للظروف الصعبة القائمة من دون النظر الى أية معايير أخرى، باستثناء والكفاءة والاختصاص والاخلاص وإطلاق اليد في العمل.

ويسأل المفتي إمام ماذا تنتظرون لتشكيل الحكومة؟، فالكلمات تعجز عن وصف الواقع، والأزمات تحيط بالناس من كل حدب وصوب، والبلد بات يعيش بلا كهرباء وبلا محروقات وبلا دواء وإستشفاء، وكل القطاعات فيه باتت مهددة، في حين ما يزال البعض يضع العراقيل بحجة المعايير، بينما المطلوب عملية إنقاذية فورية، فالمريض عندما يصل الى الطوارئ أول ما يفكر فيه الطبيب كيفية إنقاذ حياته ومن ثم التفتيش عن الأمور الأخرى، بينما في لبنان يفتش المسؤولون عن الأمور الأخرى ويتركون المريض يلفظ أنفاسه الأخيرة.

ويشدد المفتي إمام على ضرورة الحفاظ على إتفاق الطائف الذي يشكل دستور البلاد، داعيا الجميع الى إحترامه والى إحترام التوزانات القائمة لأن الاخلال بها من شأنه أن يؤدي الى توترات بدأنا نشهد نماذج منها في الشارع.

وإذ يثني المفتي إمام على المبادرات الخيرة التي شهدتها طرابلس في الأشهر الماضية، والتي أظهرت مدى التكافل والعطاء على كل المستويات، يحذر من مغبة ما يجري في الشارع من فوضى وإشكالات وإطلاق نار سواء على أفضلية مرور، أو على أفضلية دور في محطة المحروقات أو لأية أسباب أخرى، داعيا المواطنين الى التحلي بالهدوء والصبر ودرء أي فتنة يمكن أن تغذيها الأوضاع الصعبة التي نعيشها.

يؤكد المفتي محمد إمام أن المملكة العربية السعودية تعيش في وجداننا، لافتا الى أنها على مدى التاريخ كانت الداعم والحاضن للبنان من دون أن تفرق بين طائفة وأخرى أو بين مذهب وآخر، ونحن واثقون بأن سياسة المملكة لن تتغير تجاه لبنان، بالرغم من كل التغييرات الاقليمية.

ويقول إمام: إن لبنان البلد الصغير، يختزن كل محبة وتقدير وكل عرفان للسعودية مملكة الخير، وإن طرابلس والشمال وعكار وسائر المناطق تعتبر المملكة هي الأخت الكبرى والحاضنة والداعمة والساهرة التي تهتم بالوضع اللبناني وتترجم ذلك مساعدات وتقديمات ودعم كبير في هذه الأزمة وفي كل الأزمات السابقة بما في ذلك عدوان تموز حيث قدمت المملكة الكثير من دون أي مقابل.

ويضيف: نحن على قناعة بأن السعودية تعمل من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين، وتهتم بشكل خاص بطرابلس، وعندما حصلت الاساءة الاعلامية للمملكة والتي رفضناها جميعا، شعر الوفد الذي توجه من طرابلس الى السفارة بأنه محط ترحيب ومحبة وتقدير من سعادة السفير وليد البخاري (حفظه الله) وهو أظهر كل عاطفة، وأكد أنه عندما تسمح الظروف سوف يقوم بزيارة طرابلس.

ويختم المفتي إمام: نحن سنبقى الى جانب السعودية وسنبقى أوفياء لقيادتها.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal