إنطلاق العد العكسي لانتخابات المهندسين شمالا.. إشارات أولية لطبيعة التحالفات

خاص ـ سفير الشمال

بدأ العد العكسي لانتخابات نقابة المهندسين في طرابلس والشمال التي ستجري يوم الأحد في 13 حزيران 2021، بعد حصول النقابة على إذن بإجرائها من لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا، وذلك لاختيار نقيب جديد خلفا للنقيب المنتهية ولايته بسام زيادة، وثمانية أعضاء لمجلس النقابة، واحد عن فرع مهندسي الكهرباء، وواحد عن فرع مهندسي الميكانيك الاستشاريين، وستة عن الهيئة العامة، إضافة الى إنتخاب عضوين للجنة إدارة الصندوق التقاعدي من أعضاء المجلس السابقين، وعضوين أصيلين وعضوين رديفين للمجلس التأديبي، وثلاثة أعضاء للجنة مراقبة حسابات الصندوق التقاعدي.

بالرغم من إقفال باب الترشيح يوم الأربعاء الفائت في 26 أيار، إلا أن الصورة لا تزال ضبابية بفعل كثرة المرشحين حيث سجل ترشيح 16 مهندسا لمنصب النقيب، و50 مرشحا لعضوية مجلس النقابة، ومن المفترض أن يتضاءل هذا العدد شيئا فشيئا مع تبلور التحالفات والاصطفافات، حيث من المتوقع أن تنحصر المعركة بين عدد قليل من المرشحين على منصب النقيب، مع إنسحاب كل من لن يحالفه الحظ في الدخول الى اللوائح الجدية.

تشير التوقعات الى أن المعركة قد تنحصر بأربعة مرشحين كلهم من المستقلين أي أنهم غير منتمين حزبيا، وهم النقيب السابق فؤاد ضاهر، بهاء حرب، طوني فغالي وأنطوني عازار، الأمر الذي سيدفع القوى السياسية والكتل النقابية الى دراسة طبيعة المعركة لتحديد تحالفاتها وخياراتها التي من المفترض أن تتضح في غضون الأيام المقبلة وخصوصا بعد الاعلان عن اللوائح المتنافسة تباعا.

في الاشارات الأولية لطبيعة التحالفات، يبدو أن الانتخابات الهندسية ستتجه الى تعاون الأضداد في السياسية بالاصطفاف خلف المرشحين، حيث يحظى النقيب فؤاد ضاهر بتأييد حركة الاستقلال برئاسة ميشال معوض والحزب الشيوعي اللبناني وقسم من الحزب السوري القومي الاجتماعي وبعض الكتل المستقلة، كما يسعى لخطب ودّ تيار الكرامة الذي لم يعلن تأييده لأي مرشح حتى الآن.

في حين يحظى المهندس بهاء حرب بتأييد تيار المستقبل والقوات اللبنانية وتيار المردة والجماعة الاسلامية والاصلاح النقابي، ويسعى الى الحصول على دعم تيار العزم وحزب الكتائب اللذين يتريثان في إعلان موقفيهما وإن كانا يميلان لتأييد المهندس حرب الذي يعتمد أيضا على دعم الكتل النقابية المستقلة التي تؤيد المشروع الذي يطرحه في ضرورة السعي الحثيث لإيجاد فرص عمل للمهندسين في لبنان والخارج عبر بروتوكولات تعاون مع الشركات الهندسية الكبرى.

ويحظى المهندس طوني فغالي بتأييد اليسار الديمقراطي والنائب السابق بطرس حرب وقسم من الحزب القومي ويعمل للحصول على تأييد الكتائب وبعض فلول 14 آذار.

فيما يعتبر المهندس أنطوني عازار نفسه في موقع بعيد عن التحالفات السياسية ويعتمد في ترشيحه على المستقلين وعلى علاقاته الشخصية والنقابية.

في غضون ذلك، ثمة مفارقة في هذه الانتخابات تتعلق بجهتين الأولى التيار الوطني الحر والثانية ثورة 17 تشرين، فالتيار خسر إمكانية خوض معركة النقيب بمرشحه جو أبو كسم، وذلك بسبب وضعه السياسي “الاستفزازي” في طرابلس وعكار، ما قد يدفعه الى ترك حرية الاختيار لمهندسيه في العلن وتوجيههما سرا الى إنتخاب واحد من المرشحين ضاهر أو فغالي، كما آثر التيار عدم ترشيح محسوبين عليه بشكل واضح من الهيئة العامة خوفا من التشطيب الذي قد يؤدي الى خسارته، ما يعني أن التمثيل البرتقالي سيقتصر في مجلس النقابة على عضو واحد بعد إنتهاء ولاية العضو الثاني.

ونتيجة لهذا التخبط، تشير المعطيات الى أن إنقسام مهندسي التيار الوطني الحر بين الضاهر وفغالي سيضعفه ككتلة ناخبة كما سيدفع بعض مهندسيه الى التصويت وفقا لمصلحتهم أو لما تقتضيه العلاقات الشخصية.

أما الثورة، فتعاني من تفكك مهندسيها الى 3 أقسام، كل قسم يسعى الى إستمالة مناصريها، ما سيضعف حضورها في الانتخابات، لذلك فإن التوجه لديها هو لتأييد المرشح الأوفر حظا، القادر من خلال مشروعه على النهوض بالنقابة، فضلا عن قدرته على تقديم الخدمات التي يحتاجها المهندسين، وإستفادة النقابة من قدراته وعلاقاته.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal