من يدفع ثمن تشفّي القادة المسيحيون بأقرانهم؟… مرسال الترس

بات واضحاً وفق العديد من المتابعين والمراقبين أن معظم المسيحيين في لبنان وتحديداً الموارنة منهم الذين يشكلون الشريحة الأوسع من الرأي العام البعيد عن الأحزاب والتيارات والتنظيمات باتوا يترحمون على الزعامات المسيحية التي كانت تضع نصب أعينها المصلحة الوطنية والأهداف الاستراتيجية قبل أي إعتبار آخر، (ولا حاجة هنا للدخول في الأسماء فالشمس شارقة والناس شايفة).

مناسبة هذا القول ليس زكزكة لأحد او تصويب على آخر، وإنما ما يشاهده ويلمسه جميع المواطنين مما يجري من “تشفٍ سخيف” من قبل بعض الأوساط، تجاه مجموعات اخرى، إن عبر المواقف السياسية أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي. في حين أن الذي يدفع الثمن هو الشعب اللبناني ككل، وتحديداً الفئات التي تنتمي إلى تلك المجموعات. واليكم بعض النماذج كمؤشرات وليس كحالات ثابتة دون سواها:

يصفق “القواتيون” (أي المنتمين إلى حزب القوات اللبنانية) في هذه المرحلة بقوة، على خلفية نجاح نوابهم في تعطيل تزويد شركة كهرباء لبنان بالأموال التي أقرها مجلس النواب في آخر جلسة له كسلفة من أجل استيراد الفيول أويل لصالح معامل الكهرباء، وذلك عبر لجوءهم إلى المجلس الدستوري الذي أقر طعناً بذلك. من منطلق أن وزير الطاقة ريمون غجر(عوني) أو أن التيار الوطني الحر قد رشحه لهذا المنصب. وبالتالي حرمان اللبنانيين مما يتوفر لهم من التيار الكهربائي الذي تنتجه الدولة. حيث بشّر رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النيابية نزيه نجم أنه في حال عدم توفر الفيول سيتم إقفال المعامل وفق الجدول التالي: ذوق مكايل في 18/5، الجية في 8/6، الزهراني في 13/6، ودير عمار في 2/6، الباخرتان فاطمة غول واورهان في 29/5 و21/5 والذوق في 20/5 والجية في 22/6″. مما يعني أن الصيف سيكون لاهباً على أجساد اللبنانيين وجيوبهم، لحساب أصحاب المولدات الخاصة ومستوردي المحروقات.

وقبل ذلك صفق “العونيون” (أو الذين ينتمون إلى التيار الوطني الحر) بشدّة عندما إقتنعوا أنهم نجحوا في خداع “أخوتهم” في حزب القوات ودفعهم للخروج مخفوضي الجناح من اتفاق معراب ومن الحكم، الأمر الذي إنعكس توتراً دائماً بين مناصري الطرفين وأحياناً في البيت الواحد.

وسبق وتبع ذلك تناوب الجميع على التشفي بمن يكون نداً له، لاعتقاد كلٍ منهم أنه يحقق مكاسب ليفوز بقصب سباق ود الشريحة الأكبر من المسيحيين، ليكتشف بعد فترة وجيزة ان من دفع الثمن هم ناسه وأهله، وليلمس كل منهم أن رصيده يتراجع. ولكن الكل يعوّل أنه سيجد الحافز لاستقطاب من يلزم للفوز بالانتخابات.  

الواضح ان اللبنانيين ولاسيما المسيحيون منهم باتوا يتباهون بالنكاية ببعضهم البعض، حتى ولو جاءت النتائج سلبية على محيطهم، كالهر الذي يلحس المبرد، كما يقول المثل الشعبي!


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal