إعادة بث الشريط الدعائي المصور السنة الماضية عن لبنان والذي تبنته وزارة السياحة عبر وضع لوغو الوزارة عليه بحيث انه يروج للسياحة الداخلية، استفز اهالي اهدن الذين يتغنون بمصيفهم ويتغنى به كل من يزور هذه البلدة الجبلية التي يطلق عليها تسمية عروس مصايف الشمال وجنة عدن والتي تتمتع بمميزات خطها الخالق واخرى خطتها يد الطبيعية الى جماليات من صنع ايدي اهاليها.
اهدن المميزة بمحميتها وينابيعها وكنائسها واديرتها ومهرجاناتها ووديانها وضيافة اهلها لا تحتاج لدعاية انما تغييبها سواء عن غباء او جهل او عن قصد غير مسموح بتاتاً في نظر اهلها المقيمين والمغتربين وفي نظر محبيها الذين شنوا حملة مضادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي طرحت سلسلة تساؤلات عن مغزى هذا التغييب الذي شمل ليس اهدن وحدها بل معظم الاماكن السياحية في الشمال وعكار وهي أمكنة احتلت المراتب الاولى في استطلاعات الرأي حول جمال المناطق، وتساءلوا أين عكار العتيقة وأين الضنية وأين طرابلس والكورة من الشريط المصور لوزارة السياحة.
وفي هذا الاطار يقول الاعلامي روبير فرنجيه لـ”سفير الشمال” ما جرى دعاية سياحية غبية تعاقب اهدن الابية انتقاماً من جمالها وجذورها وتاريخها واهميتها”.
يرى الاعلامي فرنجيه ان بشاعة الموضوع تكمن بان لدينا فنانين كمادلين طبر وداليدا خليل وغيرهن كان بامكانهن الحديث عن اهدن بالشريط ولدينا اعلاميين ايضاً ولدينا اماكننا السياحية ومأكولات نشتهر بها كالكبة الاهدنية التي دخلت موسوعة غينيس للارقام القياسية، معتبراً ان تغييب اهدن وطرابلس وبعلبك غير مبرر وغير مسموح لافتا الى انه من الصحيح ان وزارة السياحة لم تنتجه ولكنها تبنته باخطائه”.
ويوضح اننا نعتبر ان خريطة لبنان لا تكتمل من دون مزارع شبعا ولا يجوز بشطبة قلم ان يشطبوا المناطق التي هي بالاساس تشكل مركز استقطاب كبير للسياح، متسائلا كيف نروج للسياحة الداخلية ونستثني المناطق التي تجذب السياح كاهدن بسياحتها البيئية محمية حرج اهدن وسياحتها الدينية حيث فيها اقدم كنيسة مارونية في الشرق وفيها زاول مطبعة الى اديرة وكنائس ومزارات.
يضيف فرنجية: وزارة السياحة ليست منتجة ولكنها وافقت وتبنت وبالتالي خطيئتها عظيمة، معتبرا انه لو غيبوا مناطق اخرى كنا سنحزن ايضاً لاننا ضد الشطب العشوائي، ونؤكد ان استثناء اهدن جريمة لا تغتفر.
ويتابع: “لو غيّبوا اهدن في دعاية سياحية فهي الحاضرة والطاغية في التاريخ والجغرافيا وقواميس السياحة”، معتبراً ان “تغييب اهدن عن دعاية ساذجة رغم احترامنا للنجوم الكبار الذين يظهرون فيها لا ينتقص من اهميتها شيئاً بل يزيدها رقياً وتربعاً على عرش امارة المصايف في الشمال”.
ويرى فرنجية ان الفيديو دعاية مسيئة صورت وبثت من سنة ويعاد تداولها اليوم وهي ذكرت بعض المناطق التي يجب ان تذكر ونسيت الكثير من المناطق التي وان شطبت بقلم الحقد والغباء فلا يمكن أن تمحى من الذاكرة”.
من جهته المصرفي نزيه ذوق كتب على صفحته قائلا”: دعاية خبيثة ودنيئة اغفلت ذكر حلو الفيحاء وعروس المصايف اهدن”.
واضاف:” لعن الله كل من شارك بهذه الاساءة المتعمدة والتي تدل على لؤم وخبثنة ونجاسة”.
من جهته الناشط سمير فرنجيه كتب: اهدن عروس المصايف والشمال ليست بحاجة لكم ولكن ان تحاولوا لبرهة ان تفكروا بجعلها منسية فقبلكم حاولوا بالجحافل والسيف والترس وبالسياسة والثقافة ولم ينجحوا بل سقطوا على مداخلها”.
وتابع: كل مناطق لبنان عزيزة على قلوبنا ولكن خطيئة كهذه لا تغتفر، اهدن لها رب حاميها”.
معدو الشريط قد تكون نيتهم سليمة لكنهم اخطأوا بالاستثناء، كما اخطأوا باختيار منطقتين من قضاء واحد ليغيبوا مناطق من اقضية اخرى تستحق وتستأهل لانها اساس في المعادلة السياحية، كما لم يتبحروا جيداً في تحديد المأكولات التي تشتهر بها المناطق، فلا يمكن نسيان ليموناضة البترون ولا زيتون الكورة ولا كبة اهدن او سمك الميناء وفواكه الضنية وحلويات طرابلس.
يقول المثل الرجوع عن الخطأ فضيلة ولكن من اعد الشريط ومن تبناه عاد ليبثه وكأن شيئاً لم يكن وهذا يمكن تسميته تحد او استهتار.
مواضيع ذات صلة: