لا إنفراجات حكومية.. والحركة السياسية من دون بركة… غسان ريفي

لا شيء في الأفق اللبناني يدل على أية إنفراجات سياسية على صعيد تشكيل الحكومة، فكل الحركة التي تشهدها المقرات داخليا وخارجيا ما تزال من دون بركة، ولم تثمر حتى الآن عن أي خرق حقيقي في جدار الأزمة، حتى عشاء الأليزيه الذي جمع أمس بين الرئيس إيمانويل ماكرون والرئيس سعد الحريري وبنى عليه البعض سلسلة من الأمنيات وقفت نتائجه عند أبواب قصر بعبدا المتحصنة بشروط رئيس الجمهورية ميشال عون.

يأخذ التيار الوطني الحر على الرئيس الحريري أنه “طرق كل الأبواب “الخطأ” لتشكيل الحكومة، وتناسى الباب “الصح” الموجود في بعبدا والذي لا يمكن لأي حكومة أن تبصر النور من دون أن يُطرق ويتم التفاهم مع من يقف خلفه كما ينص الدستور اللبناني، وبالتالي فإن جولات الحريري الى الخارج وتنقله بين العواصم بهدف الضغط والاستقواء على الرئيس عون لن تجدي نفعا، فالرئيس عون غير قابل للكسر وهو لن يسلم عهده الى الحريري ولن يقدم على أي خطوة من شأنها إضعاف التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل”.

وتضيف مصادر التيار: “إن الحريري يخشى تشكيل حكومة لا ترضى عنها السعودية، وبالتالي هو ينتظر أن تقتنع المملكة بما يمكن أن يقدم لها من خيارات وبما يمكن أن يحصل معها من وساطات، ويحاول تلبيس عون وباسيل عباءة التعطيل”.

في حين يؤكد مقربون من بيت الوسط، أنه “في الوقت الذي يتمترس فيه الرئيس عون في قصر بعبدا ويقتصر نشاطه على بعض الزوار التقليديين، وجد الرئيس الحريري عدم إضاعة الوقت والانطلاق نحو بعض العواصم لحشد الدعم للبنان والعمل على فك عزلته، والتفتيش عن مخارج لأزمة الحكومة، لكن يبدو أن الرئيس عون الذي لم يعد لديه ما يخسره يريد تجيير عهده الى صهره جبران باسيل بدل أن يفتش مع الحريري عن القواسم المشتركة التي يمكن أن تنقذ البلاد والعباد”.

أمام هذا الواقع، يبدو ان كل الجهود التي بذلت ذهبت أدراج الرياح، فلا عون سيتنازل قيد أنملة عن شروطه التي تؤمن حضور باسيل في المعادلة السياسية في كل الظروف وفي مقدمتها الثلث المعطل الذي لا يقتنع أي من اللبنانيين بأنه إستغنى عنه أو لا يريده، ولا الحريري سوف يتنازل عن شروطه أو يعتذر، خصوصا بعدما سمع من بعض العواصم نصائح بعدم الاعتذار الذي يبدو أيضا أن وليد جنبلاط لم يعد مقتنعا به، ما يؤكد أن الأمور ستترك الى الرئيس الفرنسي الذي من المفترض أن يستكمل جهوده في أبو ظبي والرياض وصولا الى لبنان.

وبإنتظار أن يكسر الحريري صمته في 14 شباط لمناسبة الذكرى الـ16 لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، فإن كل المؤشرات تدل على أن كلامه سيكون إنعكاسا لما قد تصل إليه الاتصالات الجارية على صعيد تشكيل الحكومة، فإما أن يهادن أو أن يقلب الطاولة ويسمي الأشياء بأسمائها ويبقي على ورقة التكليف، ما سيؤدي الى مزيد من التأزم في العلاقة بين بيت الوسط وبعبدا.

لذلك فإن كثيرا من المراقبين يرون أنه في حال التوصل الى قواسم مشتركة حول الحكومة، لا بد من أن يسبق تشكيلها لقاء مصالحة ومصارحة بين الحريري من جهة وعون باسيل من جهة ثانية، لأنه لا يمكن لحكومة أن تنجح في الانقاذ إذا كانت لغة التخوين وإنعدام الثقة مسيطرة على العلاقة بين ركنيها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.

إلا أن مصادر متابعة تؤكد أن هذا الكلام سابق لأوانه وأن مصالحة الحريري وعون هي مهمة شاقة وقد تكون أصعب من التوافق على تشكيل الحكومة.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal