بدا لافتا خلال التقرير الذي نشرته وزارة الصحة العامة والذي تضمن لائحة بالمستشفيات الخاصة، المتخلفة عن فتح أقسام خاصة بمرضى كورونا، ومن ضمنها محافظتي الشمال وعكار واكتفاء العدد الآخر بعدد محدود من أسرة العناية الفائقة. عدم تجاوب المستشفيات الخاصة في عكار مع طلب الوزارة بإستثناء “مركز اليوسف الاستشفائي التعليمي” في حلبا والذي إستحدث بعد مدة من انتشار الوباء قسما خاصا بمرضى الكورونا مجهزا بأسرة عناية فائقة، في حين بدت مستشفى “سيدة السلام” في القبيات خارج المعادلة، وإكتفت مستشفى “عكار ـ رحال” بوجود سرير واحد ومستشفى “خلف الحبتور” بسريرين.
بات معلوما أن عكار والتي تضم أربع مستشفيات خاصة، إضافة الى مستشفى حكومي وحيد تم تجهيزه على عجل مع بدء الوباء، لكونه كان خارج المعادلة الطبية لسنوات بسبب الخلافات السياسية والاهمال وملفات الهدر والفساد، تعاني أصلا نقصا كبيرا في عدد أسرة العناية الفائقة إذ أن الاعتماد كان بشكل أساسي على مركز اليوسف الطبي لكونه الصرح الطبي الأكبر في المحافظة.
وتفيد مصادر طبية أن مجموع أسرة العناية الفائقة قبل الكورونا في عكار لم يكن يتجاوز الـ25 سريرا. أما اليوم وبعد مضي عشرة أشهر على الوباء ومع تفشي الحالات بشكل مخيف وعدم وجود أسرة عناية فائقة شاغرة واعلان حال الطوارئ بات من الضروري أن تعمد المستشفيات إلى تجهيز أقسام كورونا تحتوي على عدد منطقي من أسرة العناية الفائقة تؤمن الحماية الصحية للمصابين، بحسب بيان وزارة الصحة.
وتفيد التقارير الطبية أن واقع عكار مأساوي للغاية، إذ أن ما يزيد عن 600 ألف نسمة يتركون لمصيرهم، ويبدو لافتا الارتفاع المتزايد بالاصابات والتي بلغت 4845 منذ آذار العام 2020، في حين أن الحالات الايجابية الرسمية بلغت 1000 حالة، أما الحالات الفعلية جراء التفشي المجتمعي فهي أكبر بكثير من الأرقام الرسمية التي يمكن ضربها بأربعة على أقل تقدير.
كل ذلك، يعني أن أياما سوداء بانتظار العكاريين، الذين ترتفع صرخة العديد منهم لعدم وجود أسرة عناية فائقة وذلك عقب بلوغ القدرة الاستيعابية لمستشفى حلبا الحكومي ذروته لكونه يضم بحسب ما يؤكد مدير المستشفى الدكتور محمد خضرين ثمانية أسرة عناية فائقة ويتم العمل على تجهيز أربعة إضافيين، كما يعجز “مركز اليوسف الطبي التعليمي” عن إمكانية إستيعاب الحالات المتزايدة، بحسب ما تؤكد مسؤولة قسم العناية الخاص بمرضى كورونا الدكتورة نادين خليل، مؤكدة أن القسم مجهز بـ12 سريرعناية فائقة وهناك حالات تنتظر في الطوارئ ونسعى لتأمين أماكن تستقبلهم، مشددة على أن الوضع صعب للغاية والطاقم الطبي والتمريضي يخوضان حربا حقيقية في مواجهة الوباء ومساعدة المواطنين”.
وفي هذا السياق تؤكد مصادر طبابة قضاء عكار “أن فريق الترصد الوبائي في المحافظة يعمد يوميا الى إصدار لائحة بعدد الاصابات الرسمية التي تردنا من المستشفى الحكومي ومستشفى اليوسف الطبي والطبابة العسكرية، والمعابر الحدودية، مؤكدة أننا عمدنا في مرحلة سابقة وكل يوم أربعاء الى إجراء فحوص الـPCR في مركز الحجر الصحي في بلدة تل حياة الا أن تفاقم الحالات وعدم قدرة المستشفى الحكومي على إستيعاب الفحوص تم التوقف عن أخذ العينات، وبات الأمر محصورا بالأسماء المؤكدة التي نقوم بتحويلها الى المستشفى الحكومي”.
ويشدد محافظ عكار عماد لبكي على “أن الوضع خطير للغاية والمطلوب المزيد من الوعي وإعتماد التدابير الوقائية”، لافتا الى “أن فحوص الــPCR تتم في مركز اليوسف الطبي ومستشفى حلبا الحكومي فقط، كما تعمد مستشفى خلف الحبتور ومختبر خاص في القبيات الى إجراء فحوص الـTEST RAPIDE والتي تعطي مؤشرا عن الواقع، مع التأكيد على أن النتيجة السلبية لا يعني أن الشخص سليم وانما عليه الالتزام بالحجر خصوصا إذا كان من المخالطين. أما في ما يتعلق بمراكز الحجر المخصصة، فيلفت لبكي الى وجود مركزين تابعين لوزارة الصحة والمؤسسات الدولية المانحة وهما: مركز تل حياة، ومركز العزيز في فنيدق وضمان حاليا عددا محدودا من المواطنين”.
فهل ستسعى باقي المستشفيات الى تلبية نداء الواجب الإنساني والوطني في ظل التعبئة العامة والتفشي الواسع للوباء؟، أم أنها ستبقى تتفرج على الانهيار الحاصل؟ والأهم هل سيتحلى المواطن ببعض الوعي أقله لجهة الاعتراف بالوباء القاتل؟.
مواضيع ذات صلة: