عكار: إصابات العسكريين ترفع عداد كورونا والجهل يفاقم الوضع الصحي… نجلة حمود

في الوقت الذي يراقب فيه العالم الأخبار المتعلقة بالطفرة الجينية الجديدة لفيروس كورونا والخوف من انتشاره سريعا، تبدو بعض المحافظات وكأنها في كوكب آخر منفصل كليا عن الواقع فبالرغم من تصدر محافظ عكار أرقاما قياسية بلغت 3812 منذ آذار 2020  إضافة الى تسجيل 69 حالة وفاة، الا أن غالبية القرى والبلدات تعيش حياتها الطبيعية وتتعامل بخفة وإستلشاق مع الوباء.

الأرقام في بعض البلدات تخطت عتبة المقبول، لم يعد عداد كورونا طبيعياً، خصوصا مع تسجيل إصابات بالجملة بين الشباب، وعدد كبير منهم ممن يحتاجون الى العناية الفائقة.

وبالرغم من عدم وجود خيارات متاحة للمواجهة سوى الوقاية والحفاظ على مسافة آمنة، والحد من الاختلاط والنشاطات الا أن إفتتاح المطاعم والحفلات، والأعراس، والمآتم تقام وكأن شيئا لم يكن.

الفضيحة مدوية مع تسجيل ما يزيد عن العشر إصابات في بلدة بيت يونس عقب وفاة رئيس البلدية السابق فوزي المحمود، فضلا عن الزحمة  وعدم الالتزام بشروط السلامة خلال المشاركة في مأتم في بلدة مشحا، وتهافت المواطنين خلال حفل إفتتاح أحد المطاعم في حلبا مركز المحافظة يوم أمس. فاعليات إجتماعية شاركت في الاحتفال والكتف على الكتف في مشهد مريب يعكس لامبالاة المواطنين الذين تعول عليهم الوزارات (الصحة والداخلية) وعلى وعيهم.

تلك الوزارت نفسها تؤكد أن لا حل سوى بالاعتماد على الوعي الذاتي، في حين أن المواطنين لا يزالون في مرحلة التشكيك بالوباء. والبلديات تكتفي بإصدار التعاميم لرفع المسؤولية عنها، والقوى الأمنية لا تملك إمكانية مراقبة المؤسسات والمحال على إمتداد المحافظة، والمستشفى الحكومي الوحيد في المحافظة يحصل على 200 فحص PCR لأكثر من 600 ألف نسمة، فعن أي إجراءات نتحدث؟ وعن أي وقاية؟ وأي وعي مجتمعي يعول عليه الوزراء؟

تؤكد مصادر طبية “أن الأرقام التي سجلها الفيروس أخيراً هي مؤشر إلى الزيادة التي سنشهدها خلال الشهر الجاري والتي ستمتد الى الأشهر المقبلة، خصوصا أننا خلال فصل الشتاء ما يعني إرتفاع الإصابات بالإنفلونزا وإزدياد الخوف من أن تكون هناك إصابات خطرة تستلزم الدخول إلى أقسام العناية الفائقة.

وللتدليل على مدى الخطر، فان بلدات تشهد وفيات مرتفعة كمنطقة جرد القيطع مثلا، ( 17 حالة وفاة في بلدة فنيدق)، كما ترتفع الصرخة في بلدة البيرة عقب تسجيل 21 إصابة خلال أسبوع منها 6 حالات بالمستشفيات، واللافت أن غالبيتهم ممن لا تتجاوز أعمارهم الـ30 عاما. وفي هذا الاطار تحذر خلية الأزمة في بلدة البيرة من خروج الأمر عن السيطرة، لافتة الى “أن الوضع ساء جدا عقب إصابة 15 عسكريا بالفيروس من دون أن يتم تبليغنا بالأمر، وهذا يعني أن العسكر يقومون بالاختلاط مع عائلاتهم ونشر الفيروس من دون علم البلدية وخلية الأزمة وهو ما تسبب بوجود حالات صعبة جدا”.

وتدعو خلية الأزمة الى ضرورة إقفال المدارس والمؤسسات مؤكدة “أن لقاء سيعقد مع وزير الصحة حمد حسن، ليبنى على الشيء مقتضاه وفي حال تبين وجود إصابات غير معلنة سيتم حتما إغلاق البلدة كليا وفرض إجراءات صارمة”.

وعن سبب عدم الاعلان عن إصابات العسكريين يؤكد محافظ عكار عماد لبكي أنه لا “يتم إبلاغنا بالاصابات الا بعد مور أربعة أيام على إكتشاف الاصابة، وهذا معناه أن العسكري يكون إختلط مع عائلته قبل معرفة البلديات المعنية، وهذا ما يؤدي الى إنتشار الفيروس بشكل كبير جدا، مشددا على أننا قلقون جدا من السيناريوهات الأسوأ خصوصا أن حالات مرضية من خارج عكار يتم إستقبالها في مستشفى حلبا الحكومي ما يجعل القدرة الاستيعابية ضعيفة جدا”.


مواضيع ذات صلة:

  1. في زمن الكورونا.. ما هو واقع المستشفيات الخاصة في عكار؟… نجلة حمود

  2. تجارة طبية في عكار.. مستوصفات وأطباء غير شرعيين!… نجلة حمود

  3. عكار: رؤساء بلديات الى القضاء بعد رفع الحصانة عنهم!… نجلة حمود


 

Post Author: SafirAlChamal