بين ″الدولار″ و”كورونا”.. المواطن يلفظ أنفاسه الأخيرة!… أحمد الحسن

لم يعد خافيا على احد حجم المعاناة التي يعيشها المواطن اللبناني، حيث تنتظره المفاجآت والمصائب عند كل مفترق، بدءا من صحته المهددة بفيروس كورونا بكل ما للكلمة من معنى والذي يتفشى بشكل مخيف في كل المناطق حاصدا الارواح من جميع الاعمار الصغيرة قبل الكبيرة الامر الذي ادى الى اعلان الاقفال العام لفترة 14 يوما تنتهي في 30 الشهر الجاري قابلة للتجديد، وصولا الى الازمة الاساسية والخطيرة التي يعاني منها لبنان إقتصاديا وماليا وهي الاصعب في تاريخه الحديث ومن المتوقع أن تشتد خلال ايام الاقفال.

لم تكتمل فرحة اللبنانيين بانخفاض سعر الدولار في السوق السوداء حوالي الـ 2000 ليرة لبنانية مع تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة، حيث عاد وإرتفع فجأة وبشكل ملحوظ في الايام الاخيرة، خصوصا مع دخول قرار الاقفال العام حيز التنفيذ فلامس الـ 8000 ليرة لبنانية للدولار الواحد وهو مستمر بالارتفاع.

يتساءل كثير من اللبنانيين عن اسباب هذا الارتفاع المفاجئ للدولار في السوق السوداء، بالرغم من الاقفال العام، لكن يغيب عن بالهم، ان الاقفال نفسه سبب يؤدي الى هذا الارتفاع وربما اكثر بسبب جمود الدورة الاقتصادية المتوقفة بسبب الاقفال، وهو الامر نفسه كان يحصل مع بداية انتشار كورونا في لبنان عند اقرار الاقفال الاول وتحديدا مع إغلاق المطار حيث إرتفع سعر الدولار بشكل جنوني لامس الـ 10000ل.ل. وهذا ما ساهم بتأخير صدور قرار الاقفال الثاني، بسبب عدم قدرة الدولة على تغطية العجز الحاصل نتيجة الاقفال رغم ضرورته للحد من تفشي فيروس كورونا.

من جهة ثانية حمل متابعون إرتفاع سعر الدولار الى عدة أسباب أبرزها:

اولا الى ان الانخفاض الذي حصل مع تكليف الحريري كان وهميا حيث تم ضخ عملة اجنبية ادت الى ارتياح في الاسواق لأسابيع وقد انتهى مفعولها.

وثانيا الى الازمة السياسية والتخبط الحاصل بين التيارات تقاسما للحصص الوزارية، الامر الذي يؤدي الى تأخير تشكيل حكومة جديدة يمكن ان تساعد في الاصلاحات لتخطي الازمة الاقتصادية وتلقي المساعدات الموعود بها لبنان دوليا.

مع كل هذه المعطيات يظهر ان المواطن اللبناني هو المتضرر الوحيد من هذه الاحداث وهو يكاد يلفظ انفاسه الاخيرة في محاربة كورونا وارتفاع الدولار الذي سوف يصحب معه جنونا في اسعار السلع والمواد الغذائية لتصبح بعيدة عن متناول المواطنين مع غياب تام للدولة وخططها الانقاذية التي لا تطال الا 300 الف عائلة من 6 ملايين نسمة اصبح اكثر من نصفهم تحت خط الفقر.


مواضيع ذات صلة:

  1. التخبط في فحوصات كورونا.. يتسبب بكارثة في عكار… أحمد الحسن

  2. القصة الكاملة لـ″مجزرة كفتون – الكورة″.. إغتيال سياسي أم سطو مسلح؟… أحمد الحسن

  3. التهريب الى سوريا ينشط في عكار.. ماذا عن تفاصيل المعابر؟… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal