القصة الكاملة لـ″مجزرة كفتون – الكورة″.. إغتيال سياسي أم سطو مسلح؟… أحمد الحسن

في الوقت الذي لم تجف فيه دماء ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذي هزّ العالم بأسره، حتى جاءت مجزرة كفتون ـ الكورة التي ذهب ضحيتها 3 شبان ذنبهم الوحيد انهم كانوا يقومون بحماية بلدتهم بتكليف من البلدية، في ظل الاوضاع الصعبة التي يواجهها لبنان جراء التفلت الامني من سرقات الى سطو مسلح وغيرها من الاعتداءات على كرامات الناس فكان فادي سركيس، وجورج سركيس ونجل رئيس البلدية علاء فارس شهداء للواجب.

كثيرة هي التحليلات والتسريبات والاجتهادات حول ملابسات تنفيذ هذه الجريمة النكراء وأسبابها، حيث وضعها البعض في خانة العمل الارهابي الذي يهدف الى إشعال الفتنة خصوصا أن الأرضية باتت جاهزة على أكثر من صعيد،  في حين توقع البعض الآخر أن تكون عملية إستهداف للنائب نديم الجميل الذي كان موجودا في المنطقة، فيما إعتبرها آخرون عملية سطو مسلح أفضت الى هذه الجريمة بعدما حاول الشهداء الثلاثة معرفة هوية الجناة.

مصادر خاصة متابعة للتحقيقات، أكدت أن كل ما يشاع عن إستهداف سياسي أو محاولة إغتيال لم يتم إثباته حتى الآن، مرجحة ان ما حصل يندرج ضمن عمليات السرقة التي تشهدها اغلب المناطق اللبنانية.

وعما تبين من خلال التحقيقات تقول هذه المصادر: انه خلال قيام شرطي البلدية في بلدة كفتون فادي سركيس ونجل رئيس البلدية علاء فارس بدورية على متن سيارة من نوع هوندا رباعية الدفع عليها شعار “شرطة البلدية” بالاضافة الى جورج سركيس الذي كان على متن سيارة أخرى من نوع GMC أبيض اللون، اشتبهوا بسيارة من نوع هوندا أكورد رمادية اللون على متنها 4 أشخاص من دون لوحات.

سارع الشبان الثلاثة الى توقيف السيارة وطلبوا الأوراق الثبوتية لركابها ومعلومات عن سبب تواجدهم في المنطقة في هذا الوقت المتأخر من الليل، خصوصا أن هناك قرارا بمنع التجول جراء التعبئة العامة، الامر الذي دفع أحد ركاب السيارة المشبوهة الى الترجل منها ومعه سلاح حربي من نوع كلاشينكوف وأطلق النّار باتجهاهم  فقتل على الفور فادي وعلاء، بينما نُقل جورج إلى مستشفى البرجي وما لبث أن فارق الحياة.

وتتابع المصادر: بعد اطلاق النار فرّ الاشخاص الاربعة على متن سيارتهم لكنهم لم يتابعوا السير بها، فركنوها على بعد 200 مترا من مكان الحادثة عند أحد المفارق المؤدية الى البلدية، وتابعوا سيرهم مشيا على الأقدام باتجاه الأحراج ونهر الجوز، في حين عثر في داخل السيارة على لوحة تحمل الرقم110361- ب مُسجّلة باسم الفلسطيني م.هـ.ح. وهو من سكان مدينة صيدا كما عثر على مسدّس حربي مزود بكاتم للصوت أمام كرسي السائق وعلى قنبلة واسلاك كهربائية، إضافة الى كمامات، عدد من “الشوالات”.

وتضيف المصادر: بعد الكشف الذي أجرته قوى الامن على رقم السيارة ظهر أنها ملكيتها إنتقلت بين عشرة أشخاص حيث باعها الفلسطيني م.هـ.ح للمواطن ا.س.ح الذي تبيّن أنه مسافر إلى تركيا وأفاد أنّه باع السيارة للمدعو ن.ح وشقيقه ر.ح من سكان قضاء عاليه، حيث صرّحا أنهما باعا السيارة للعسكري في الجيش اللبناني ع.م. الذي بدوره قال أنّه باعها للمدعو ب.ق والذي أكّد أنّه باعها للبناني بهجت محمّد التلاوي الذي يستخدم السيارة بالشراكة مع أشقائه.

وتشير المصادر الى ان كاميرات المراقبة اظهرت أنّ سيارة الهوندا انطلقت من أمام منزل بهجت التلاوي عند الساعة السادسة إلا ربعا من مساء الجمعة 21 آب، وكان على متنها شخصين وتوجّهت إلى مدخل مخيم البداوي وصعد فيها المدعو إيهاب شاهين مواليد 1992 فلسيطيني الجنسية.

ولفتت المصادر الى أنّ أشقاء بهجت التلاوي الذين يستخدمون السيارة هم:

خالد محمّد التلاوي من مواليد 1986 لبناني الجنسية، يوجد بحقه عدة استبقيات بجرم الإرهاب.

عبد الكريم محمّد التلاوي من مواليد 1989 لبناني الجنسية.

أ. محمّد التلاوي 1982 لبناني الجنسية. عنصر من عديد قوى الأمن الداخلي.

أسامة محمد التلاوي من مواليد 1981 لبناني الجنسية

عصام محمّد النلاوي من مواليد 1979 لبناني الجنسية

وليد محمّد التلاوي من مواليد 1994 لبناني الجنسية

محمود محمّد التلاوي من مواليد 1984 لبناني الجنسية

كما اظهرت نتيجة رفع البصمات عن السيارة المستخدمة في الجريمة وجود اثار لكل من أحمد سمير الشامي من مواليد 1991 لبناني الجنسية ويوسف خلف خلف من مواليد 1990 سوري الجنسية وبالتحري عنهما تبين انهما سبق وانتميا الى تنظيم داعش الارهابي.

وتضيف المصادر: ان شعبة المعلومات وبعملية مشتركة مع القوى الامنية المشتركة في مخيم البداوي حاصرت فجرا المدعو ايهاب شاهين في منزله حيث حصل اشتباك مسلح ادى الى اصابة عنصر من شعبة المعلومات وبعد مرور وقت وتهديد المطلوب بتفجير قنبلة، قامت الاجهزة الامنية الفلسطينية بالتفاوض معه واقناعه بتسليم نفسه حيث يخضع الان للتحقيق لدى شعبة المعلومات في بيروت.

وعن إرتباط هذه الجريمة بعمل ارهابي تقول المصادر: إن هذه الجريمة كانت لتحصل في اي مكان في لبنان ويستبعد العمل الارهابي المحدد فيها، كونها تندرج تحت قيام هذه المجموعة بالسرقة المنظمة ربما تحت تهديد السلاح مستفيدين من الاوضاع الراهنة والفوضى القائمة في لبنان، داعية الى عدم الاستثمار السياسي وإستغلال دم الأبرياء في تجاذبات وصراعات لن تجدي نفعا.

وفي الوقت الذي تم فيه رفع سيارة الجناة من مكان الجريمة بواسطة قوى الأمن الداخلي، كشف رئيس اتحاد بلديات الكورة عن تأخر القوى الامنية بالوصول الى المنطقة ما جعل هروب المجرمين امرا سهلا وقد طالب بنقطة امنية ثابتة في تلك المنطقة نتيجة للتفلت الامني المستمر.

وتشيّع بلدة كفتون شهدائها الثلاثة عند الخامسة من بعد ظهر اليوم الأحد في مأتم مهيب.


مواضيع ذات صلة:

  1. التهريب الى سوريا ينشط في عكار.. ماذا عن تفاصيل المعابر؟… أحمد الحسن

  2. فضيحة جديدة في ″وزارة الطاقة″.. أين يذهب المازوت ″المدعوم″؟… أحمد الحسن

  3. عكار مهددة بكارثة.. كفى استهتارا بكورونا… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal