هل نجح سليمان فرنجية في تصويب البوصلة البطريركية؟… غسان ريفي

عندما زار زعيم ″تيار المردة″ سليمان فرنجية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وضع كثير من المراقبين هذه الزيارة في أكثر من خانة وأعطوها أكثر من بُعد محلي وإقليمي.

هناك من رأى أنها زيارة روتينية سنوية، حيث إعتاد فرنجية على زيارة الراعي بعد مرور إسبوع على وصوله الى الديمان وذلك للترحيب به في الشمال، والبحث في شؤون الطائفة وفي الأوضاع العامة والتطورات والمستجدات.

وهناك من وجد في توقيت الزيارة التي جاءت في ظل تنامي الحديث عن نداء البطريرك الراعي ودعوته الى حياد وتحييد لبنان ومطالبته رئيس الجمهورية بفك الحصار عن الشرعية، رسالة سياسية من فرنجية الى الحلفاء بضرورة إيجاد بعضا من التوازن في التعاطي مع القيادات المارونية وعدم الركون الى جهة واحدة حصرا لا سيما جبران باسيل. وهو أمر تنفيه مصادر في “المردة” التي تؤكد أن “فرنجية لا يعتمد الرسائل مع حلفائه، وأن شفافيته وجرأته تجعلانه قادرا على تسمية الأشياء بأسمائها، كما أن وفاءه المنقطع النظير والذي بات سمة من سماته لا يسمح له في هذا التوقيت بالذات توجيه أي رسالة من هذا النوع”.

وهناك من يعتبر أن سليمان فرنجية وضع لزيارته عدة أهداف من أبرزها:

ـ إقناع البطريرك الراعي بتخفيف إندفاعته تجاه موضوع حياد لبنان وتحييده الذي تفهمه أطراف لبنانية بشكل خاطئ بما يثير حفيظتها.

ـ تليين موقف الراعي من حزب الله.

ـ قطع الطريق على تكوين لقاء قرنة شهوان جديد برعاية البطريركية في هذا الوقت الدقيق نظرا لما قد يحمله ذلك من إنعكاسات سلبية على البلاد.

تقول المعلومات: إن لقاء فرنجية والراعي كان على جانب كبير من الأهمية سواء في الشكل أو المضمون أو في التوقيت، حيث ناقش فرنجية مع الراعي المخاطر التي تحيط بلبنان، وتأثيرها على المسيحيين خصوصا، ناصحا إياه بتخفيف اللهجة تجاه حزب الله، خصوصا أن المعركة اليوم محتدمة جدا مع الأميركيين الذين يفرضون حصارا غير مسبوق على لبنان، وبالتالي فإن أي إصطفاف سياسي أو دولي من شأنه أن يكون له تداعيات كارثية على الجميع.

وتضيف المعلومات إن فرنجية عرض أمام الراعي لمخاوفه من إنهيار كبير ووشيك، مشددا على ضرورة إعتماد الحياد الايجابي، والتعاون من أجل تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي بدأ فيها الجوع يهدد اللبنانيين، والركون الى حوار وطني يكون لديه رؤية للانقاذ.

وتؤكد هذه المعلومات أن الراعي الذي إستمع باصغاء وإهتمام لفرنجية، كان متجاوبا معه الى أقصى الحدود، إنطلاقا من الثقة التي يوليه إياها، ومن المصداقية التي يتمتع بها زعيم المردة لدى سيد بكركي.

أمام هذا الواقع تشير بعض المصادر المطلعة الى إمكانية أن يكون فرنجية قد نجح في تصويب البوصلة البطريركية وفي تعديل مقاربة البطريرك الراعي تجاه ما تضمنته عظاته الثلاث، الأمر الذي دفع الراعي أمس الى زيارة قصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وذلك في خطوة وُصفت بأنها تكتيكية الى الوراء من شأنها أن تريح حزب الله للتوافق على مفهوم حياد لبنان، وتأكيد الراعي أن “هذا الحياد ليس موجها ضد أحد، كما أن بكركي لا تسير لا مع معارضة ولا مع موالاة”.

لكن السؤال بحسب هذه المصادر يبقى في موقف الفاتيكان المتشدد والذي شكلت عظات الراعي إنعكاسا له خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، فهل يستمر الموقف البطريركي على إيجابيته، أم أنه قد يتغير لاحقا؟..


مواضيع ذات صلة:

  1. طرابلس رهينة الفوضى.. و″ليس في كل مرة تسلم الجرة″!… غسان ريفي

  2. فيلم ″أكشن″.. من بطولة حسان دياب!… غسان ريفي

  3. رئاسة الحكومة في مهب التنازلات.. وميقاتي يقرع جرس الانذار!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal