هل تأثر البطريرك الراعي بأداء الرئيس سليمان؟… مرسال الترس

كثيرة هي علامات الاستفهام التي رسمتها العديد من الفاعليات المارونية واللبنانية حول المنحى الذي اعتمده البطريرك الماروني بشاره الراعي مؤخراً حين دعا الرئيس العماد ميشال عون لإعادة النظر في توجهاته، معلناً جهاراً ونهاراً أنه ضد سلوك لبنان طريق الشرق وإدارة الظهر للغرب، بالرغم من ان كل الطروحات تدعو إلى فتح الآفاق اللبنانية إلى الجهات الأربع قياساً على الانتشار اللبناني في القارات الخمس، وليس فقط إلى الغرب الذي يصرّ دائماً على تقديم لبنان لقمة سائغة في سوق النخاسة الدولية من أجل خدمة المشاريع الصهيونية في منطقة الشرق الوسط.

والسؤال الذي يطرحه المراقبون ولاسيما الموارنة منهم هو: “هل إستطاب سيد بكركي الطريق الذي سلكها رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان عندما أحدث تغييراً جذرياً في توجهاته؟ وهل أن ما استقر عليه موقع الرئيس سليمان من حضور خجول في السياسة المحلية والخارجية يراه البطريرك الراعي أمثولة يُقتدى بها؟

كثيرون يأخذون على قائد الجيش السابق العماد ميشال سليمان انه قد فعل المستحيل من اجل الحصول على رضى دمشق وحلفائها في لبنان من أجل الوصول إلى قصر بعبدا، ولكنه بُعيد منتصف عهده و “بقدرة قادر” تأثر بالمقود الهيدروليكي لرئيس الحزب التقدمي الأشتراكي وليد جنبلاط، فأستبدل توجهاته القريبة من قوى الثامن من آذار، وبات أحد أركان قوى الرابع عشر من آذار والمتحدث الوحيد بإسم “إعلان بعبدا” الذي تم السعي إليه في النصف الثاني من عهده والذي يشدد على تنفيذ الاستراتيجية الدفاعية التي تقصم ظهر المقاومة وسلاحها الاستراتيجي التي باتت إسرائيل تحسب له ألف حساب، واستغرب المواطنون ما كشفته إحدى المحطات التلفزيونية اللبنانية عن ما يملكه من أرقام وموجودات تخطّت بكثير ما حصل عليه عند شغله منصب قيادة الجيش لعشر سنوات وموقع رئاسة الجمهورية لست سنوات!

وكثيرون تابعوا باهتمام المواقف الإنتقادية التي كان يوجهها البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى عهد الرئيس عون (مع العلم ان الكثير من القيادات المارونية المتشبثة بتاريخ البطريركية  التي تُزار ولا تزور كانت تنتقد  الزيارات المتكررة الى القصر الجمهوري ولعلها الأكثر في تاريخ البطريركية) لكنهم فوجئوا مؤخراً  بموقف صاعق من غبطته يناشد فيه:”رئيس الجمهورية العمل على فكّ الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحرّ”. وما تبعه فوراً من زيارات ديبلوماسية وسياسية خارجة عن المألوف، كونها من فريق واحد، وغيرة لم تكن ظاهرة في السنوات الماضية نظراً لما رافقها من أداء بروتوكولي لا يُعتمد عادة في مثل هذه المناسبات، الأمر الذي دعا العديد من القيادات إلى التساؤل عن المضمون الحقيقي لتلك الزيارات!.

فهل تتجه بكركي لإعادة إحياء لقاء “قرنة شهوان” بنسخة منقّحة مع كل ما رافقها من علامات استفهام؟..


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal