ما بين بهاء وسعد.. حراك غامض وإحباط صامت!… غسان ريفي

حتى الآن، لا شيء جديا حول دخول رجل الأعمال بهاء الحريري الى المعترك السياسي في لبنان، خصوصا أن ما يصدره هو أو مكتبه الاعلامي أو بعض المحسوبين عليه من بيانات “موسمية” شديدة اللهجة بالنسبة للسلطة أو المنظومة السياسية في البلاد، تشبه الى حد بعيد “القرقعة التي لا تنتج طحينا”، حيث يرى كثيرون أن “السياسة لا تُخاض عن بعد، كما لا تمارس بالبيانات، بل تتطلب إقداما وحضورا وقرارا ومواجهة للحصول على شرعية التمثيل السياسي أو الطائفي أو المناطقي”.

ما يزال حراك الابن البكر للرئيس الشهيد رفيق الحريري غامضا ومن دون أهداف، فهو لم يعلن نيته خوض العمل السياسي، ولم يؤسس تيارا أو حزبا، ولم يطرح نفسه بديلا عن شقيقه الرئيس سعد الحريري، ولم يقدم مشروعا سياسيا جديدا، ولم يأت بغطاء من المملكة العربية السعودية التي لم تحرك ساكنا حتى الآن تجاه إطلالاته، كما لم يحصل على أي دعم إقليمي أو حتى دولي.

كل ذلك يعني، أن بيانات الشيخ بهاء التي ربما يحاول من خلالها التعبير عن رأيه في بعض القضايا مع دخول لبنان نفق الانهيار المظلم، تُستخدم من قبل بعض المتضررين من “تيار المستقبل” بهدف الزكزكة السياسية للرئيس الحريري، ومن أجل إستفزاز القيادات الزرق الذين تم إستدراجهم في بيان الأمس الى الرد العنيف على الأخ الأكبر لزعيمهم.

تشير المعلومات المتوفرة لـ”سفير الشمال” الى أن الرئيس سعد الحريري منزعج الى حدود الاحباط مما يحصل، وأنه ملتزم بعدم الرد على شقيقه الأكبر، وأن الردود التي خرجت من نواب وقيادات المستقبل عليه كانت من منطلق إجتهاد شخصي، ومن دون أي تنسيق مع الحريري الذي يعتبر أن هذا الأمر عائلي بامتياز ولا يمكن لأي كان أن يستثمر فيه، لكن في الوقت نفسه كان سعد ينتظر من بهاء دعما مطلقا والوقوف الى جانبه لمساعدته على الخروج من الأزمات التي يتخبط بها، وليس رش الملح على الجرح.

أما مصادر “المستقبل” فلديها نظرة مختلفة، حيث تؤكد أن “تيار المستقبل وحضور الرئيس سعد الحريري على المستويات المحلية والعربية والدولية، كان نتاج نضالات ودماء وشهداء ومخاطر ومواجهات، كان فيها بهاء الحريري خارج لبنان على مدار 15 سنة من دون أن يهتم بكل هذه الأمور”، لافتين الانتباه الى أن “تيار المستقبل أو الحريرية السياسية ليست ملكا لسعد الحريري، بل هي ملك لجمهور عريض يعتبر اليوم الوريث الشرعي للرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو من يقرر السير خلف من يريد”.

وتلفت هذه المصادر الى أن “بهاء الحريري يكتفي منذ فترة ببعض البيانات العالية النبرة، في حين كان الأجدر به أن يأتي ويطرح مشروعا سياسيا أو إنقاذيا ويناقشه مع شقيقه سعد بهدف إيجاد صيغة مشتركة يمكن السير بها خلف من يتم التوافق عليه لانقاذ ما يمكن إنقاذه”.

وتتهم المصادر الزرقاء بعض الكوادر التي كانت في السابق الى جانب سعد الحريري، بمحاولة “إستدراج بهاء في لحظة ضعف يواجهها سعد، ليركبوا موجته سياسيا وماليا وتنفيذ أجندة سياسية جديدة لا أحد يعلم معالمها أو مضمونها”.

هذا الواقع يؤكد أن “تيار المستقبل” رئيسا ونوابا وقيادات وكوادر وقاعدة ليس بخير، وأنه لم يعد هناك قرارا واحدا يسري على الجميع، بل إجتهادات ومواقف غالبا ما تكون متفاوتة ومتناقضة، في حين يؤكد مطلعون أن “التيار الأزرق بات في حالة ترهل غير مسبوقة، فكل المكاتب والمؤسسات أغلقت، ولم يعد هناك إجتماعات حتى على المستوى التنظيمي، وما تبقى هو جمهور متفرق في بعض المناطق ما يزال يحب سعد الحريري”.



WhatsApp Image 2020-05-07 at 8.51.05 PM


مواضيع ذات صلة:

  1. مصارفها خلف صفائح الحديد.. ماذا فعلت لكم طرابلس؟… غسان ريفي

  2. ثورة ″غب الطلب″.. من هي الجهات المستفيدة؟!… غسان ريفي

  3. صراع دياب ـ سلامة.. إضعاف لرئاسة الحكومة!!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal