القيادة السياسة تجتمع على كلمة سواء.. طرابلس غير متروكة… غسان ريفي

لم يكن مستغربا أن يتعرض لقاء قيادات طرابلس السياسية والنقابية والبلدية تحت عنوان: ″هيئة تنسيق طرابلس الفيحاء″ للهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي، فالحاجات في المدينة كثيرة، والفقر بلغ نسبة مخيفة، والحرمان الرسمي يمعن إهمالا وتهميشا بكل مرافقها، حتى جاء كورونا ليزيد الطين بلة، ويُخرج الأكثرية الطرابلسية عن طورها بفعل الحجر المنزلي القسري أو فقدان فرص العمل، ويصوّب الأنظار على نواب المدينة المطالبين ببذل جهود مضاعفة للضغط على الحكومة لتأمين مقومات الصمود للمواطنين صحيا وإجتماعيا.

بالرغم من كل ذلك، لا يستطيع أحد أن ينكر أن لقاء الأمس إتسم بالايجابية التي ترجمت بوضع السياسة وتجاذباتها وحساسياتها جانبا، وتلاقي قيادات المدينة على هدف واحد هو حماية طرابلس من تداعيات كورونا، ومساعدة أهلها على تجاوز هذه المحنة التي تحتاج الى وحدة الصف والكلمة للوقوف في وجه التحديات الناتجة عنها.

في الشكل كانت الصورة جامعة سياسيا ونقابيا، فحضر نواب المدينة: الرئيس نجيب ميقاتي، جان عبيد، محمد كبارة، فيصل كرامي، نقولا نحاس علي درويش وديما جمالي، وغاب النائب سمير الجسر بعذر وكلف مدير المستشفى الحكومي ناصر عدرة بتمثيله والتحدث بإسمه، كما حضر الوزير السابق اللواء أشرف ريفي الذي كان له دور هام في إتمام هذا اللقاء، إضافة الجناح الاقتصادي المتمثل برئيس غرفة التجارة توفيق دبوسي، ونقباء المهن الحرة ورؤساء بلديات وعدد من الأطباء والاختصاصيين، ليكتمل المشهد الطرابلسي، لكن من دون رئيس بلدية طرابلس رياض يمق الذي وضع نفسه خارج إطار المدينة وخارج صورتها الجامعة من دون عذر أو تبرير.

غياب يمق ترك إستياء سياسيا خصوصا أنه تزامن مع توقف توزيع المساعدات البلدية على المواطنين مع قيام عدد من عناصر الشرطة البلدية بالاعتداء على الكشافه الذين يقومون بهذه المهمة، علما أن البلدية ما كانت لتستطيع أن تصرف مبلغ الثلاثة مليارات ليرة من أموال المكلفين الطرابلسيين لولا الدعم السياسي الذي توفر لها وشكل عامل ضغط على وزارة الداخلية للاسراع في الموافقة عليه، وبذلك يكون يمق قد عزل نفسه بنفسه، فيما عزل المجتمعون شخصيات أخرى لم يكن مرغوبا بحضورها.

أما في المضمون، فقد بدا واضحا أن طرابلس غير متروكة، وأن لا شيء يعلو فوق مصلحتها، وأن قيادتها السياسية حاضرة للدفاع عنها، والمطالبة بحقوقها وتلبية ما أمكن من إحيتاجاتها، خصوصا أنه من خلال التجارب السابقة تبين أن الفراغ يملأه الهواء الأسود، وبالتالي فإن حضور القيادة السياسة بكل مكوناتها وإجتماعها على كلمة سواء للدفاع عن الفيحاء، يقطع الطريق على كثير من المتنطحين لكي يحلوا مكانها، خصوصا أن طرابلس عانت الأمرين على مدار سنوات خلت من جهات مختلفة حاولت أن تفرض نفسها على ساحات المدينة.

كذلك فقد جاءت بنود البيان الختامي والكلمات التي سبقته لتتطابق مع تطلعات أبناء طرابلس لجهة تجهيز المستشفى الحكومي وتأمين كل المستلزمات الطبية والصحية لها، وتأهيل فندق معرض رشيد كرامي الدولي ليكون مكانا للحجر الصحي، والتشديد على أن يكون لمدن الفيحاء الحصة الأكبر من مساعدات الدولة المالية للعائلات الأكثر فقرا، وتشكيل لجنة متابعة مهمتها تأمين كل ما من شأنه أن يخدم طرابلس وأهلها في هذه المرحلة، فضلا عن المبادرات الفردية التي يقوم بها كل من النواب بمفرده على أكثر من صعيد، وقد كان لافتا ما تضمنه تصريح الرئيس نجيب ميقاتي قبل اللقاء في دردشة مع الاعلاميين، والذي بدا من خلاله أنه يعتزم القيام بمبادرة إجتماعية، إنسانية وصحية، في شهر رمضان المبارك ولمواجهة كورونا، لم تتضح معالمها أو تفاصيلها بعد، بانتظار أن يستكمل ميقاتي بحثها مع كوادره في جمعية العزم والسعادة الاجتماعية.


مواضيع ذات صلة:

  1. ميقاتي يسدّ ثغرات صحية.. ويستنفر ″العزم″ لمواجهة كورونا في طرابلس… غسان ريفي

  2. ميقاتي يفتح ثغرة في جدار الأزمة.. ويكسر المراوحة السياسة القاتلة… غسان ريفي

  3. لهذه الأسباب يُستهدف الرئيس نجيب ميقاتي… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal