مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

منذ تم إخراج رئيس الجمهورية المُنتَخب بشير الجميل من المشهد اللبناني في شهر ايلول عام 1982، والمجموعات اللبنانية (لاسيما المسيحية منها) التي كانت قد فَتحَت “سراديب” إتصال متنوعة مع الدولة الاسرائيلية (التي تُصنّف عدوة وفق قرارات جامعة الدول العربية)، دخلت في حالٍ من عدم التوازن لا بل القلق على مصيرها. ولذلك بَقيت تُراهن على استمرار تلك العلاقة بوجود جيش الاحتلال الاسرائيلي في “كانتون” انطوان لحد الجنوبي، حتى جاء شهر نيسان عام ألفين ليطوي تلك الصفحة المباشرة. ولكن ذلك ترك في لبنان تصرفات ومواقف تحولت بسحر ساحر الى مبادئ، فكما أن العمالة للعدو الاسرائيلي قد تحولت الى وجهة نظر، فإن العديد من السياسيين والفاعليات يحلو لهم أن يتخذوا مواقف من مسائل معينة دون أخرى بالرغم من التشابه او ربما التكامل بينها!.

بالرغم من خروج الجيش السوري من لبنان في نيسان 2005 بقيت تلك المجموعات على نفس المنوال. وها هي مثلاً  لَزِمت الصَمت المُبرمج تجاه إخراج العميل عامر الفاخوري من لبنان بطريقة أميركية ملتبسة، ولكنها سارعت الى اتخاذ مواقف حادة من إغتيال أحد مساعديه انطوان الحايك قرب مخيم المية المية في قضاء صيدا (مع العلم أن الجهة الفاعلة ما تزال مبهمة وربما تكون على علاقة ما بالعدو الاسرائيلي).

   وفي حين أن الجهة التي أقدَمت على عملية الاغتيال ما تزال مجهولة، فألف سؤال طُرِح حول بعض المواقف التي صَدرت:

    رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اعتبرفي بيان، أن “إغتيال المواطن الحايك طعنة بالصميم للدولة اللبنانية قبل أي شيء آخر”. فهل أغتيال “مواطن” يستوجب “دكّ” أسوار الدولة اللبنانية التي شعر المواطنون أن سيادتها “تمرغت” بوحول التصرفات الأميركية وذلك ألا يستوجب موقفاً؟

من جانبه النائب نديم الجميل قال في هذا المجال: “إنّ إغتيال  الحايك هو مسمار جديد في نعش دولة القانون و السيادة، وهي جريمة مرفوضة”.  فاذا كان الاغتيال مسمار في نعش الدولة فلم يُخبرنا “سعادته” عن موقفه مما حصل في قضية الفاخوري! واذا كان قد تأكد من كان وراء عملية الاغتيال فليعلن ذلك صراحة!

أما لقاء سيدة الجبل ومنسقه النائب السابق فارس سعيد الذي حَمّل “الدولة وأجهزتها القضائية والعسكرية والأمنية المسؤولية الكاملة عن جريمة اغتيال الحايك، والمرشحة لتطال آخرين من البيئة نفسها” على حدّ توقعه. فلماذا لم يتعامل بنفس المنهجية بما حصل مع الفاخوري. في وقتٍ رفض فيه اللقاء” توصيف المسيحيين  بانهم أهل عمالة لاسرائيل”. وهو بذلك يُطبّق العبارة المأثورة: “كاد المريبُ بأن يقولَ : خذوني”.


مواضيع ذات صلة:

  1. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  2. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس

  3. آثار المحطات الساخنة للرغبات الاميركية في لبنان؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal