عدوى الخوف مثل الكورونا.. ما تأثير الحجر المنزلي على الصحة العقلية والنفسية؟… حسناء سعادة

من الثابت علميا ان الخوف من المجهول يؤدي الى العديد من حالات القلق، فكيف اذا كان الانسان في الاساس يعاني من قلق مزمن نتيجة وضع حياتي او اجتماعي او اقتصادي صعب كحال اللبناني هذه الايام؟.

لقد اوقع فيروس كورونا ليس اللبناني فقط في حال قلق بل طاول مواطني معظم البلدان التي ضربها تاركاً تأثيراً سلبياً على صحتهم النفسية بحسب العديد من الاخصائيين النفسيين الذين يعتبرون انه كلما طال زمن الحجر الصحي كلما ارتفعت نسبة التداعيات على الصحة الذهنية.

وفي لبنان حيث المعاناة النفسية سبقت الفيروس بأشواط، اذ اثبتت الاحصاءات ان نسبة مرتفعة من اللبنانيين يعانون من القلق او الكآبة او الوسواس ويتناولون الادوية المهدئة، يأتي الكورونا ليزيد الطين بلة حيث يعتبر الاخصائي في الطب النفسي الدكتور سايد جريج ان “الحجر يرفع منسوب القلق مما قد يؤدي في حالات معينة الى الاكتئاب”، لافتا الى ان “الخوف من الاوبئة او المرض موجود عند جميع الناس ولكن عندما يرتفع منسوبه يتحول الى هلع ويصبح غير منطقي”، كاشفا ان “هذا الامر يطال اولئك الذين يعانون مسبقا من حالات القلق، وهؤلاء معرضون اليوم للوصول الى حال الهلع اكثر من غيرهم، اما الخوف العادي فهو امر طبيعي في مثل هذه الحالة التي نمر بها”.

كيف نحمي صحتنا العقلية في ظل الاوضاع الراهنة والحجر الصحي المفروض تقريباً على كل اللبنانيين؟ سؤال يؤكد الدكتور جريج انه “للحد من الهلع المبالغ فيه والزائد عن اللزوم يجب ممارسة الرياضة والقراءة والابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي قدر الامكان والاقتصاد في متابعة الاخبار التي تتمحور حول هذا المرض، باستثناء تعليمات وارشادات الوقاية وذلك بهدف ابعاد الافكار والهواجس، اما في حال لم تتحسن الحال عندها يجب استشارة اخصائي نفسي او طبيب نفسي”.

وحول ما شاهدناه على الصعيد العالمي من صور لقيام احد المصابين بالبصق واخر بالعطس في الاماكن العامة لنقل الفيروس الى الاخرين، يلفت الدكتور جريج الى ان “هناك اناسا مؤذية مرضياً سواء كان هناك أزمة او لا”، لافتاً الى انه “في الطب النفسي هناك العديد من الشخصيات ومنها شخصية من يرغب بأذية غيره، وهذا ما لمسناه سابقا اثر انتشار السيدا حيث عمد بعض المرضى الى القيام بعلاقات جنسية لنقل العدوى الى غيرهم”.

ويشير الدكتور جريج الى انه “خلال الحجر وبعده قد يتعرض المصاب الى اذية نفسية لانه يعيش بعزلة ويفكر بشكل دائم بالمرض، فالوحدة تدفع الى التفكير ما قد يؤدي الى الوسواس، واذا ارتفع منسوب الخوف والهلع فبالتاكيد هؤلاء الناس سيحتاجون الى المساعدة ومن الضروري التواصل مع اخصائي نفسي ولو عبر الهاتف بالاضافة الى مساعدة انفسهم عبر القيام باي نشاط حتى داخل الحجر، اما بعد الحجر فنتوقع كاطباء نفسيين ارتفاع نسبة ظهور امراض الخوف، فمن كان يقلق بعض الشيء قبل الحجر سيزداد لديه هذا القلق بعد الحجر ويتعمم على امور اخرى لم تكن ظاهرة من قبل”.

ويختم بالاصرار على “الالتزام بالحجر لاكثر من اسبوعين واعتبار انفسنا في سجن مؤقت وذلك حفاظا على صحتنا وصحة من نحب، واذا كان هناك في الحلقة الخاصة بنا اي شخص يعاني من الهلع والوسواس الزائد وغير البناء يجب ارساله للمساعدة الاخصائية، واذا رفض ولم يقتنع علينا ان نبتعد عنه لان الخوف معدٍ مثله مثل الكورونا، ووجودنا مع اناس سلبيين جدا من دون امكانية تغييرهم سينقل لنا عدوى الخوف والوسواس.”


مواضيع ذات صلة:

  1. أرقام مخيفة عن سرعة إنتقال الكورونا في لبنان.. وعلى الدولة تأمين آلات الأوكسجين… حسناء سعادة

  2. إرباك في زغرتا من تضخيم أعداد المصابين بالكورونا.. ما هي الحقيقة؟… حسناء سعادة

  3. بطل لبنان يوسف بك كرم.. أول علماني على درب القداسة!… حسناء سعادة


 

Post Author: SafirAlChamal