بطل لبنان يوسف بك كرم.. أول علماني على درب القداسة!… حسناء سعادة

هكذا يكون الابطال، هكذا يكون القائد.. عبارات رددها كل من شارك في حفل اطلاق الفيلم الوثائقي الدرامي الذي يدور حول حياة بطل لبنان يوسف بك كرم بعنوان ″حبّ الله حبّ الوطن″.

اطلاق الفيلم المتزامن مع وضع صعب يعيشه المواطن اللبناني يدفع للتساؤل هل انقرض الابطال الذين يضحون بحياتهم وممتلكاتهم في سبيل الوطن كيوسف بك؟ وهل سيكون للبنان بطله الجديد الذي يعمل للمصلحة الوطنية الجامعة لا للمصلحة الخاصة، كما فعل كرم الذي فضل المنفى حفاظا على حياة المواطنين مرددا مقولته الشهيرة ″فلأضح انا وليعش لبنان″.

كرم، الذي اعطى البطريرك الماروني بشارة الراعي موافقته للمباشرة في التحضيرات لدعوى تقديسه في سابقة من نوعها اذ سيكون اول علماني غير مكرس لخدمة مذبح الرب يسير على درب القداسة الطويل نسبيا والذي يحتاج الى اجراءات عديدة وعجائب موثقة، هو قديس في وجدان الناس قبل تطويبه، وبطل قلما يجود الدهر بمثله، وهذا ما عكسه الفيلم الوثائقي الدرامي الذي عرض على خشبة المسرح البلدي قاعة بيار فرشخ في زغرتا بدعوة من منتدى ريشة عطر موثقا حقبة من تاريخنا ومسلطا الضوء على حياة كرم وبطولاته وتضحياته.

كرم الذي احب الله والوطن والسيدة العذراء محاربا من اجل بلاده وارضه واهله قيل فيه الكثير ادبا وشعرا ومسرحيات، غير ان الفيلم سرق القلوب والانظار لساعة من الزمن اكدت بعدها السيدة فيرا يمين ان الفيلم محاولة جادّة وجدّية من المخرج الياس عبود للاضاءة على تاريخ يوسف بك كرم الذي يجمع الى البطولة الثقافة والزهد والمعرفة والانتماء الى لبنان والى العروبة.

ورأت ان موسيقى الفيلم معبّرة كما تصوير المشاهد الا انها تمنت “لو تم الغوص أكثر في التواريخ من خلال الوثائق والمخطوطات الى شهادات رسمية من مراجع دينية وعلى علاقة مع الڤاتيكان الى شهادات تؤكد عروبة بطل لبنان لأننا نفتقد اليوم ثقافة الانتماء للهوية ويوسف بك قادر على انقاذنا من ضياعنا كونه أيقونة ترشح قداسة ومعرفة”.

اما رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا فلفت الى ان كرم يعيش في وجدان كل لبناني بشكل عام وكل زغرتاوي بشكل خاص، لافتا الى اننا اليوم بحاجة الى رجالات تقود لبنان الى بر الامان وتغلب المصلحة الوطنية على ما عداها، مؤكدا ان بطل لبنان كان شخصية مميزة ضحت بنفسها من اجل المبادىء الوطنية معتبرا ان الفيلم نجح الى حد ما في تجسيد حياة كرم الغنية بالبطولات والثقافة والقداسة.

من جهته رأى الاعلامي روبير فرنجيه ان الفيلم بامكانه ان يؤسس لمشروع سينمائي ان توفر له الانتاج الجيد، لافتا الى ان المخرج أعتمد على التوثيق بالصوت والصورة والشهادات المصورة وزاد عليهم المشاهد التمثيلية الصامتة وتلك التي هي بالصورة الصوتية تارة ليوسف بك صغيراً مع امه او كبيراً ساجداً او محارباً وفارساً ما اعطاه نكهة مميزة.

حفل اطلاق الفيلم اختتم بدرع تقديرية من منتدى ريشة عطر للمخرج الشاب الياس عبود سلمه اياه النائب السابق سليم كرم ورئيس المنتدى الشاعر اسعد المكاري فيما خرج الحضور من القاعة على وقع اغنية جديدة عن يوسف بك كرم كلمات وتلحين وغناء جاد ساسين.

يوسف بك كرم الذي لا يزال جثمانه مسجى في كنيسة مار جرجس في اهدن مستقطبا الاف الزوار سنويا جعلنا الفيلم الذي يدور حول حياته والتزاماته الوطنية وتدبيره لامور الناس نتمنى لو كنا نعيش في زمن كرم على الرغم من المعاناة والصعوبات والاضطهادات التي عانى منها الاهالي.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل وصلت الرسالة اللاذعة للمطران عبد الساتر الى المسؤولين اللبنانيين؟… حسناء سعادة

  2. الناس بالطوابير أمام المصارف.. هل طارت مدخراتنا؟… حسناء سعادة

  3. ثلث الحكومة الضامن في عهدة الجنس اللطيف!… حسناء سعادة

  4. سليمان فرنجية الوفي لحلفائه.. قال كلمته ومشى!.. حسناء سعادة


 

Post Author: SafirAlChamal