خلال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري، شغل اللقاء التشاوري النيابي الرأي العام اللبناني بتماسكه وإصراره على أن يتمثل بوزير في الحكومة مدعوما من حزب الله وقوى 8 آذار، ما أدى الى تعطيل الحكومة الحريرية الثالثة شهرين إضافيين الى أن تمت تلبية طلبه بتوزير حسن عبدالرحيم مراد كوزير لشؤون التجارة الخارجية.
في ذاك الوقت، أظهر اللقاء التشاوري بنوابه الستة: فيصل كرامي، جهاد الصمد، عبدالرحيم مراد، قاسم هاشم، عدنان طرابلسي والوليد سكرية، تضامنا وتكاملا، وتنسيقا في المواقف أوصلتهم الى إثبات حضورهم كتجمع نيابي سني من خارج عباءة ″تيار المستقبل″ نجح في فرض تمثيله في حكومة حريرية لأول مرة منذ العام 2005.
هذا التضامن لم يستمر مع حكومة حسان دياب، بل خسر اللقاء التشاوري ركنا أساسيا هو النائب جهاد الصمد الذي إختار أن يغرد منفردا خارج سرب زملائه وأن يحجب الثقة عن الحكومة، فكانت كلمته التي ألقاها في الجلسة النيابية التي عقدت تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية، مدوية وقاسية، وهي تصدرت عناوين وسائل الاعلام ونشرات الأخبار، حيث وصف حكومة دياب بـ″حكومة المستشارين المقنعة″، مؤكدا أن ″حكومة من هذا النوع لا يعوّل عليها ولا يمكنها مواجهة التحديات″.
من يعرف جهاد الصمد يدرك تماما أن الرجل لطالما كان منسجما مع نفسه، وملتزما مع مصالح ومطالب الناس، وأن المواقف التي يتخذها هي مبدئية، لذلك فقد قال كلمته ومشى، ثم نأى بنفسه عن اللقاء التشاوري الذي ما يزال يحاول عبثا أن يؤمن التغطية السنية لرئيس حكومة يفتقر الى ثقة وتأييد ودعم الطائفة سياسيا وشعبيا ودينيا، وما زيارة اللقاء للرئيس دياب أمس الأول في السراي الحكومي سوى واحدة من هذه المحاولات لا سيما بعد “الفاولات” السياسية التي إرتكبها في شهره الأول وكان آخرها إعلانه ″عدم قدرة الدولة على حماية اللبنانيين″.
قيل الكثير عن العلاقة المستجدة لجهاد الصمد مع أعضاء اللقاء التشاوري، وعن أن هناك تباينات في وجهات النظر وصولا الى الحديث عن خلافات، وخصوصا بينه وبين ″حليفه الدائم″ فيصل كرامي الذي يفاجئ جمهورا من اللبنانيين بذهابه بعيدا جدا في دعم حكومة حسان دياب والدفاع عنها، لكن إلتزام الصمد بالصمت المطبق حيال هذا الأمر أدى الى بقاء هذه التباينات أو الخلافات ضمن إطار معين، بهدف الحفاظ على اللقاء الذي بدأ الصمد يغيب عن إجتماعاته وعن الزيارات التي يقوم بها.
يرفض الصمد الحديث عن أية خلافات بينه وبين أعضاء اللقاء التشاوري، وعندما يُسئل عن عدم حضور إجتماعاته، يجيب: هو إسمه ″لقاء تشاوري″ واليوم لا يوجد ما نتشاور به.
يتمسك الصمد بموقفه تجاه حكومة حسان دياب، ويؤكد أن ″ما أعلنه أمام الملأ في جلسة الثقة لن يتراجع عنه”، لكنه يشدد على أن ″وضع البلد لا يحتمل أي ترف، وأنه بعد حجبه الثقة يفضل الصمت لاعطاء فرصة للحكومة لمعالجة الوضع الصعب الذي يمر به لبنان، خصوصا أن المركب إذا غرق فسيغرق بنا جميعا″.
مواضيع ذات صلة:
-
الى بعض ثوار طرابلس.. لا تُعيدوا تجربة ″قادة المحاور″!… غسان ريفي
-
في لبنان.. من لم يمت بـ″الكورونا″ مات بغيره!!!… غسان ريفي
-
الحريري الجديد.. صديق حزب الله؟!… غسان ريفي