الدولار يضاعف من أزمة العاملات.. هل ستعود المرأة اللبنانية الى خدمة منزلها بنفسها؟… حسناء سعادة

هل بات وجود العاملة الأجنبية في المنزل رفاهية؟ وماذا عن العائلات التي لديها حالات صحية أو اجتماعية وتحتاج فعلا لخدمات العاملة؟ وهل يجوز أن ندفع بالليرة اللبنانية أم الدفع يجب أن يتم بالدولار في وقت باتت معه هذه العملة نادرة في لبنان وللاستحصال عليها يضطر المواطن للوقوف بالصف ولساعات في المصارف أو لشرائها باضعاف تسعيرتها الرسمية من عند الصيارفة؟.

تقول وداد أنه بإمكانها أن تقتصد بالأكل والشرب ولكنها لا يمكن أن تتنازل عن عاملتها الأثيوبية التي إلى قيامها بأعمال التنظيف، تجالس والدتها المقعدة عندما تكون هي في العمل، مشيرة إلى أنها باتت تقبض بالليرة اللبنانية لكنها حريصة على الدفع ل “اثيوبيتها” بالدولار “شو ذنبها اذا عنا أزمة بلبنان”.

من جهتها تعتبر منى أن العمالة الأجنبية باتت عبئا عليها ليس لكونها لا تحتاجها إنما لانها لم تعد تملك ترف تأمين هذه الخدمة بعدما أصبحت تتقاضى نصف راتب، مؤكدة أن “وضعنا أصبح صعبا وأنها اضطرت إلى ابقاء أطفالها عند والدتها لتخفيف النفقات”. 

روزا تمكنت من الوصول إلى حل وسط مع عاملتها السيريلانكية حيث تدفع لها نصف راتبها بالدولار والنصف الآخر بالليرة اللبنانية، وتقول: “سوبا” وافقت على هذا الاجراء لانها تعرف اوضاع البلد وتعلم بازمة الدولار كونها في لبنان منذ نحو عشر سنوات وتتكلم العربية وتريد البقاء هنا، ولكن غيرها قد لا يوافق”، مشيرة إلى أن “العديد من مثيلاتها العاملات غادرن لبنان لأن أرباب عملهن أرادوا الدفع بعملتنا الوطنية.

هل فعلا هناك مغادرة جماعية للعاملات الاجنبيات كما تردد على وسائل التواصل الاجتماعي بفعل أزمة الدولار؟ سؤال طرحناه على أمين معوض وهو صاحب مكتب استقدام عاملات اجنبيات فكان الرد بأن “هذا الكلام غير دقيق”، كاشفا أن “هناك أزمة إنما هي أكبر على صعيد استقدام العمالة إذ باتت تكلفة إستقدام الأثيوبية مثلا تتخطى الألفي دولار ما أدى إلى تراجع النسبة نحو واحد على عشرة”، كاشفا أن “المكتب الذي كان يستقدم مئة عاملة في السنة بات لا يستقدم أكثر من عشرة عاملات فيما هناك خلافات بين بعض المستخدمين والعاملات حول زيادة الراتب بعد سنتين من العمل، إذ باتت المئتي دولارا تشكل عبئا على ربة المنزل فيما المئة وخمسين دولارا لا تزال مقبولة، من هنا نشهد ترحيلا للعاملات اللواتي باتت رواتبهن تزيد عن المئتي دولار، معتبرا أن بعض السيدات يتريثن في تسفير عاملاتهن عسى أو عل تنفرج الازمة.

في جولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي يتفنن الناشطون في المقارنة بين الحد الأدنى للأجور بالليرة اللبنانية وبين ما تتقاضاه العاملات الأجنبيات بالدولار فيتكشف الفرق، ما يدفع بعض المعلقين إلى التمني لو أنهم مستقدمين لا موظفين في بلدهم.

أزمة العمالة الأجنبية لا تزال في بدايتها وستؤدي إلى اختلاف في نمط عيش اللبناني الذي يعيش اليوم أصعب وضع اقتصادي. فهل ستعود كل امرأة إلى خدمة منزلها وعائلتها بنفسها؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. بطل لبنان يوسف بك كرم.. أول علماني على درب القداسة!… حسناء سعادة

  2. هل وصلت الرسالة اللاذعة للمطران عبد الساتر الى المسؤولين اللبنانيين؟… حسناء سعادة

  3. الناس بالطوابير أمام المصارف.. هل طارت مدخراتنا؟… حسناء سعادة


 

Post Author: SafirAlChamal