هو ليس الاعتداء الأول على أنبوب النفط في الشمال، بل هو إستكمال لسلسلة التعديات لجهة اقامة مخيمات النازحين السوريين على حرم المنشأة.
الخطوط النفطية وخط الغاز في محافظة عكار عي عبارة عن (4 أنابيب، ثلاثة للنفط، واحد بقطر 12 إنشاً، وواحد بقطر 16 إنشاً، وآخر بقطر 30 إنشاً، إضافة إلى خط غاز بقطر 24 إنشاً) التي تمتد على 15 نقطة عقارية بطول 19 كيلومترا، من النهر الكبير شمالاً إلى نهر البارد، أي يمر داخل المناطق العقارية التالية: دائرة النهر الكبير، جورة سرار، شير حمرين، دارين، تل عباس الشرقية، تل عباس الغربية، الحيصة، السمونية، قعبرين، كفر ملكي، المقيطع، قبة بشمرا، ببنين، المحمرة. وقد اتخذت التعديات شكلا مختلفا مع السعي المستمر لثقبها بهدف إستخراج مادة النفط من دون الأخذ بعين الاعتبار المخاطر المحدقة من جراء هذه الاعمال.
قبل أشهر وقع انفجارا ضخما في بلدة البقيعة، وقد أظهرت التحقيقات التي قام بها الفريق المتخصص من قبل النيابة العامة التي كلفت خبير حرائق، ومهندسين من قبل إدارة منشآت النفط الكشف على الأنبوب، أن سبب الانفجار ناتج عن إشتعال الأنبوب عقب محاولة أحد المواطنين سحب مادة النفط منه، وتم تقدير الكمية التي تم سحبها من الخط بهدف تقديم شكوى جزائية وفقا للأصول.
كما سجل اعتداء آخر في بلدة العبودية، بعد إنتشار رائحة كريهة تبين أنها ناتجة عن ثقب خط البترول الذي يمر في البلدة، حيث تم سحب كميات كبيرة من النفط من داخله.
كل هذه التعديات لا تشكل 10 في المئة من حجم التعديات المتمثلة بخيم النازحين السوريين الذين أنشأوا خيماً داخل حرم مسار خط الغاز الموجود على مسافة متر تحت الأرض وخطوط النفط من دون مراعاة أي اعتبارات. والأخطر من كل ذلك وضع مولدين كهربائيين ضمن الحرم، كما وضعت شركة كهرباء قاديشا عموداً من الحديد فوق خط الغاز مباشرة في منطقة العبدة.
فهل يعي المواطنون خطورة ما يجري؟ وهل يدرك النازحون أين يقيمون؟ وما هو حجم الخطر الذي يشكلونه على حرم خطوط النفط والغاز؟ ما يجعل الخطوط بمثابة قنابل موقوتة قادرة على إشعال المنطقة في حال حدوث أي خطأ من شأنه إحداث ثقب في الأنابيب؟ وهل يعي المسؤولون أهمية هذه الخطوط اقتصادياً بالنسبة للبنان، ان كان من أجل توليد الطاقة الكهربائية او لجهة التوفير الهائل في استخدام الكتل النقدية؟.
وما هو دور رؤساء بلديات المناطق المذكورة، الذين يقع على مسؤوليتهم السماح للنازحين بالإقامة فوق حرم الأنابيب؟ إضافة الى دور القوى الأمنية إذ يوجد اربعة مخافر ضمن نطاق مرور الأنابيب، وهي: العبودية، العريضة، العبدة ومخفر نهر البارد.
يرفض المتخصصون إطلاق عبارة توقف العمل بالمشروع ″لأن الخط فنياً يبدو كأنه يعمل لأنه مضغوط على 20 باراً (وحدة ضغط الغاز)، أي لا يتم تفريغه بل حقنه، وبالتالي فإن أي خطأ من شأنه إحداث ثقب في الأنبوب يتسبب بأخطار هائلة على المحيط والبيئة”، بحسب ما تفيد مصادر منشآت النفط في الشمال.
لم يخيّل للقيمين على مشروع ضخ الغاز المصري الى معمل دير عمار في شمال لبنان عبر الأراضي السورية، أن يكون مصير المشروع الذي بلغت كلفة صيانته في العام 2007 ما يزيد عن 25 مليون دولار، عقب توقيع اتفاقية بين حكومات مصر وسوريا ولبنان، كما هي واقع الحال اليوم لجهة التعديات الهائلة المقامة على حرم المنشأة.
يؤكد أحد مهندسي منشآت النفط في الشمال ″أن عدم معرفة الناس بخطورة هذه الأنابيب يجعل منها قنبلة موقوتة بحال حدوث أي مشكلة″.
وتضيف المصادر: ″إن الخوف الكبير هو من خط الغاز، لأن النفط الخام يمكن أن يتسرّب ويسيل على الأرض فيترك رائحة تصل الى مسافات بعيدة وبالتالي فإن السيطرة على الوضع تكون سريعة وفعالة. أما خط الغاز فبحال تعرضه لأي عمل خارجي من شأنه إحداث ثقب فيه، وبالتالي تسرب الغاز يؤدي الى حدوث كارثة في المنطقة جراء انفجار الخط، ويسبب تسمّمات هائلة وحالات اختناق ووفيات إما بسبب الحريق أو التسمم، خصوصاً أن الغاز لا رائحة له ولا لون ولا طعم. وبالتالي من الممكن ان يقف الشخص فوق مصدر التسرب ولا يشعر بوجوده″.
وتشدد المصادر على ″أن أنابيب النفط والغاز مصنوعة بطريقة لا يمكن أن تتأثر بالعوامل الخارجية، من مياه وأمطار، ولكن الخوف هو من أعمال البشر، أي الحفر وإشعال النار، فوق الأنابيب″.
وتتابع المصادر: ″لقد قامت منشآت النفط بخطوات إضافية لإعلام الناس بوجود الأنابيب والتنبيه من خطورتها، وذلك عبر وضع علب صفراء تحدد مسار الخط ومكان وجوده، إضافة الى علب باطون تتضمّن أرقام هواتف المؤسسة، فضلاً عن إنشاء جسور فوق الخطوط لتمكين المواطنين من العبور من دون السير فوق الأنابيب ولكن من دون جدوى″.
https://youtu.be/tzVjosAkZvs
https://youtu.be/KJ7b_6Mha1M
مواضيع ذات صلة:
-
عكار غاضبة من قطع الطرقات.. ثورة على مين؟… نجلة حمود
-
عكار بالفيديو.. قطع الطرقات على من؟… نجلة حمود
-
ثورة متناقضة في عكار.. مطالب وشغب وعودة الحريري… نجلة حمود